في كل مرة تحرص الرباطونواكشوط على تأكيد أن لاتوتر ولاقطيعة في العلاقة بينهما عكس ما تتداوله تقارير صحفية، تشير غير ما مرة إلى أن العلاقات المغربية الموريتانية «تمر بحالة من الفتور منذ تولي محمد ولد عبد العزيز الحكم رغم أن المغرب كان من المساندين الأوائل للرئيس الموريتاني عندما نفذ انقلابه الأول، لكن ما لبثت العلاقات بين البلدين أن تدهورت مما حدا بنواكشوط إلى عدم تعيين سفير لها بالرباط منذ فترة طويلة». مرة يتم الحديث عن غضب مغربي من موريتانيا بسبب طرد السلطات الموريتانية الصحفي الذي كان معتمدا لوكالة المغرب العربي للأنباء في نواكشوط ، ومرة أخرى وعندما أصيب الرئيس الموريتاني بطلق ناري في أكتوبر الماضي، تحدثت وسائل إعلام موريتانية عن كون سلطات بلادها أبلغت عددا من الدول الصديقة لها باتهامها للسلطات المغربية بالوقوف وراء محاولة اغتيال الرئيس الموريتاني. وفي مرات ثالثة تتم الإشارة إلى رفض الرئيس الموريتاني استقبال موفد من جلالة الملك محمد السادس عندما زاره في المستشفى بباريس للاطمئنان على صحته. ويبدو أن الرباطونواكشوط أعياهما سباق نفي هذه الأبخار، لذلك اختار البلدان الطريق العملي للتكذيب، وذلك ببدء تحضيرات اجتماع اللجنة العليا المغربية الموريتانية المشتركة، فمن بلاد «المليون شاعر»، أعلن وزير الشؤون الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني أن اللجنة ستجتمع بعد حوالي شهر في نواكشوط. وأوضح الوزير أن زيارته الحالية لموريتانيا تشكل فرصة للإعداد الجيد للدورة المقبلة للجنة العليا المشتركة المغربية الموريتانية حتى تكون« خطوة جديدة دافعة للعلاقات الثنائية». العثماني قال في تصريح صحفي لدى وصوله مساء أول أمس الأحد إلى مطار العاصمة الموريتانية، حيث كان في استقباله نظيره الموريتاني حمادي ولد باب حمادي، وسفير المغرب بموريتانيا عبد الرحمن بنعمر، إن العلاقات السياسية بين المغرب وموريتانيا « كانت دائما جيدة»، لذلك يضيف الوزير «نحن في حاجة إلى تشاور سياسي منتظم وتبادل وجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك وإلقاء نظرة عن مسار هذه العلاقات وتقييم تطورها». المسؤول الدبلوماسي المغربي، أضاف في تصريحه أن زيارته لموريتانيا تأتي أيضا في إطار التعاون بين البلدين، وكذا الوقوف على ما تم تنفيذه مما اتفق عليه خلال الزيارة الأخيرة التي كان قد قام بها قبل حوالي 13 شهرا لموريتانيا . وفي السياق ذاته، قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون إنه سيتم خلال هذه الزيارة، التي دامت يوما واحدا، التوقيع على مذكرة تفاهم حول انتظام التشاورالسياسي بين البلدين، حيث أشرف على وضع حجر الأساس لبناء المركب الدبلوماسي والقنصلي للمغرب في نواكشوط٬ الذي يضم المقر الجديد للسفارة وإقامة السفير، معتبرا أن هذا المشروع، الذي سينطلق خلال السنة الجارية «سيشكل معلمة كبرى ستساهم في توطيد العلاقات التاريخية التي تربط بين البلدين».