يقوم وزير الشؤون الخارجية والتعاون، سعد الدين العثماني، اليوم الإثنين 11 مارس بزيارة رسمية لنواكشوط، استقبل خلالها من طرف الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز. وأوضح الدكتور العثماني٬ في تصريح عقب هذه المقابلة٬ أنه "أبلغ الرئيس الموريتاني تحيات أخيه الملك محمد السادس واهتمامه بتطوير العلاقات الثنائية وإعطائها أبعادا أكثر مما هي عليه سياسيا واقتصاديا وثقافيا وشعبيا". وقال إن مباحثاته مع الرئيس الموريتاني، التي حضرها وزير الشؤون الخارجية والتعاون الموريتاني حمادي ولد حمادي وسفير الملك في نواكشوط عبد الرحمن بنعمر، تناولت العلاقات الثنائية والإرادة المشتركة للطرفين في الارتقاء بها إلى أفضل المستويات٬ وكذا الإعداد للدورة السابعة للجنة العليا المشتركة في الشهر المقبل في نواكشوط٬ فضلا عن جملة من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وخصوصا القضايا الإقليمية مثل قضية مالي٬ مشيرا إلى أنه هنأ الرئيس الموريتاني على الدور الموريتاني في هذه القضية والذي كان "إيجابيا وقويا". كما أكد الدكتور العثماني على دور المملكة في حث جميع الوسطاء وكل دول الجوار على الإسهام الفاعل ودعم الجهود التي قامت بها هذه الدول، وخاصة المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا. وأضاف أن هذا اللقاء مكن أيضاً من" استعراض الأوراش التي تنتظر مالي أمنيا وسياسيا وتنمويا وإنسانيا وكلها أوراش تهم البلدين"٬ مبرزا أن زيارته الحالية لموريتانيا "ستكون حلقة مهمة في تفعيل العلاقات الثنائية شعبيا ورسميا". ومن جهة أخرى٬ استقبل العثماني من طرف الوزير الأول الموريتاني مولاي ولد محمد لغظف واستعرضا علاقات التعاون القائمة بين البلدين وسبل تعزيزها٬ بالإضافة إلى التحضيرات الجارية لانعقاد الدورة السابعة للجنة العليا المشتركة المغربية الموريتانية في شهر أبريل المقبل في نواكشوط تحت رئاسة رئيسي حكومتي البلدين. كما أشرف الوزير يوم الاثنين في نواكشوط٬ على وضع حجر الأساس لمشروع بناء المركب الدبلوماسي والقنصلي للمملكة المغربية في العاصمة الموريتانية. وقام الدكتور العثماني بوضع حجر الأساس لهذا المشروع الهام رفقة وزير الخارجية والتعاون الموريتاني السيد حمادي ولد باب حمادي بحضور سفير صاحب الجلالة في نواكشوط السيد عبد الرحمن بنعمر٬ وعمدة مقاطعة تفرغ زينة٬ وسفيري الجزائر وتونس المعتمدين بالعاصمة الموريتانية٬ وبعض أفراد الجالية المغربية المقيمة في موريتانيا إلى جانب عدد من الإعلاميين الموريتانيين . وسيقام هذا المركب٬ الذي سيراعى في بنائه الفن المعماري المغربي الأصيل٬ على مساحة 10 آلاف و615 متر مربع. ويضم المركب٬ على الخصوص جناحين واحد مخصص للشؤون الدبلوماسية وآخر للشؤون القنصلية والاجتماعية ومرافق إدارية وقاعة للانتظار وحديقة وإقامة للسفير٬ بمواصفات تلبى احتياجات البعثة وتليق بسمعة المغرب واسم الشعب المغربي الذي تربطه علاقات ضاربة الجذور وراسخة القواعد مع الشعب الموريتاني. و اعتبر السيد الوزير أن هذا المشروع٬ الذي سينطلق خلال السنة الجارية، "سيشكل معلمة كبرى ستساهم في توطيد العلاقات التاريخية التي تربط بين البلدين".