هل عاد البارونات السابقون لتحريك خيوط شبكات التهريب الدولي للمخدرات بمنطقة الشمال؟ أم أن الأمر وراءه جيل جديد من «الحمالة»، ترقوا وأصبحوا بارونات جدد؟ طيلة الأشهر الماضية، تمكن المكتب الوطني لمكافحة المخدرات التابع للفرقة الوطنية، بتنسيق مع نظيره الإسباني، من تفكيك أكثر من خمس شبكات تهريب دولية. شبكات يوجد من بين أفرادها مغاربة ينحدرون من وجدة والناظور والعروي، سبق لهم قضاء عقوبات حبسية وسجنية على خلفية ملفات التهريب والاتجار الدولي في المخدرات. بعض تلك الشبكات، وسعت نشاطها إلى تبييض الأموال المتحصلة في العقارات، وذلك قبل اعتقال أفرادها في إطار إنابات قضائية مع دول أروبية. السلطات المغربية والإسبانية تعتمد على«خارطة طريق» وبنك معلومات استخباراتية، يتضمن معطيات عن المهربين الدوليين والهويات المتعددة التي يستخدمونها في عمليات التنقل وارتباطاتهم بشبكات تبييض الأموال والتهجير السري. رغم ذلك فمازال هاجس عمليات تهريب المخدرات بين ضفتي المضيق يحد من الفعالية الأمنية. آخر التقارير الأمنية الصادرة عن الجارة الشمالية، تحدثت عن سقوط شبكة ضخمة لتهريب المخدرات بين المغرب وإسبانيا من بين أفرادها عناصر في الحرس المدني الإسباني بمليلية المحتلة. شبكة تم اعتبارها «أخطر الشبكات التي تم تفكيكها خلال السنوات الأخيرة». المعطيات الواردة في التقرير، والتي زكتها مصادر أمنية، أشارت إلى عودة بارونات سابقين إلى واجهة عمليات التهريب الدولي للمخدرات، سواء عبر إشرافهم المباشر أو تسخير أعوانهم المقربين لتدبير تلك العمليات. هذا ما حدث في شهر أكتوبر الماضي، بعدما تمكنت مصالح الدرك البحري من إحباط محاولة تهريب كمية مهمة من مخدر الشيرا تقدر بأزيد من طنين. كمية كانت معدة للتهريب نحو الضفة الشمالية للمضيق انطلاقا من بحيرة مارتشيكا. وبعد إجراء تحريات معمقة ووضع مكالمات هاتفية تحت المراقبة، تبين وجود صلة مباشرة لبارونات سابقين، كما تم الكشف عن علاقتهم بتجار مخدرات بتمارة والقنيطرة. وأضافت المصادر السابقة، أن المكتب الوطني لمكافحة المخدرات والجريمة المنظمة، حصر لائحة بحوالي 44 بارونا سابقا، تحوم حولهم شبهات بعودتهم لمزاولة نشاط التهريب من جديد. من بينهم شخصيات تُدير العمليات من داخل السجون. محمد كريم كفال