عقارب الساعة تقارب ضحوة النهار، عناصر فرقة أمنية، يترجلون من سيارة رباعية الدفع، ويتقدمون تباعا، ويمسحون وجوههم العارية باستمرار، بينما الحذر يتسلل إلى عيونهم المترصدة لتحركات قاطني البيت الصغير، على مقربة من البيت المستهدف، منزل مجاور تحاصره مجموعة أمنية أخرى، يراقب عناصرها عن كثب باقي أفراد الشبكة المتحصنين بعيدا عن الأعين. لحظات خاطفة بعد الترقب الحذر، العناصر الأمنية تبادر إلى اقتحام المنزلين المنعزلين، وتعتقل كل الموجودين بهما. لينتشر صدى الخبر المفاجىء بين ساكنة المنطقة، وهو الخبر الذي جعل عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، يعيدون كابوس المداهمات لواجهة الأحداث بالمثلث المعروف بوجود نوعي لبارونات مخدرات بالمناطق الشمالية. الأسبوع الماضي، كانت عناصر المكتب الوطني لمكافحة المخدرات التابع للفرقة الوطنية للشرطة القضائية على موعد جديد لتفكيك شبكة جديدة متخصصة في الاتجار والتهريب الدولي للمخدرات، بكل من وجدة والناظور والعروي. وأفادت مصادر مطلعة، أن عناصر أمنية تابعة للفرقة الوطنية للشرطة القضائية، قادت خلال الأسابيع الماضية، حملة اعتقالات بمدينة وجدة والناظور وضواحيها، وذلك على خلفية تفكيك شبكة متهمة بالاتجار الدولي في المخدرات. وحصدت هذه الحملة سبعة أشخاص مبحوث عنهم، وبعض أصحاب السوابق القضائية الذين سبقوا لهم قضاء عقوبات سجنية متفاوتة. وأفادت المصادر نفسها، أن المشتبه فيه الرئيسي في الشبكة الدولية المفككة، يمتهن الأعمال الحرة، وراكم ثروات طائلة. وجاء توقيفه بعد عملية مراقبة عادية تكلفت بها فرقة أمنية متخصصة في مكافحة المخدرات. وقادت المراقبة رجال الفرقة إلى جمع معطيات موثوقة عن أفراد الشبكة والمتعاونين والمتواطئين مع زعيمها، خاصة بعد تمكن مصالح الدرك البحري، قبل شهور من إحباط محاولة تهريب كمية مهمة من مخدر الشيرا تقدر بأزيد من طنين، كانت معدة للتهريب نحو الضفة الشمالية للمضيق انطلاقا من بحيرة مارتشيكا. وقبل تنفيذ عملية اعتقال زعيم الشبكة الذي تصفه التقارير الأمنية بكونه يعد من بين كبار بارونات المخدرات بشمال المغرب، عمدت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية إلى وضع المكالمات الواردة على هاتفه الشخصي تحت المراقبة، وهو المعطى الذي ساهم في مراكمة العديد من المعطيات الأمنية التي مكنت في الأخير، من تضييق الخناق عليه، ومن ثمة اعتقاله وتوقيف كل عناصر الشبكة التي يتزعمها.