لم تعد للمقولة المشهورة «ضرب عصفورين بحجر واحد» قاعدة عددية ثابتة. يمكن لحجر واحد أن يسقط ثلاثة عصافير أو أكثر. هذا ما وقع بالفعل نهاية الأسبوع الماضي بالدار البيضاء، عندما تمكنت الشرطة القضائية بكل من البرنوصي وحي مولاي رشيد من تفكيك ثلاثة عصابات للسرقة في مدة 24 ساعة. الضربة الأولى تلقتها عصابة تتكون من ثلاثة شبان. سقط إثنان منهم في يد أمن البرنوصي ساعات قليلة بعد تنفيذهم لعملية سطو في الصباح الباكر على دكان للبقالة بإقامة الكرم بسيدي مومن. ابتدأت فصول مطاردة «طيور الفجر»، مباشرة بعد تلقي الشرطة القضائية بدائرة التشارك لشكاية من «مول الحانوت». الضحية روى بالتفصيل لحظات رعب، عاشها مع أولى تباشير صباح السبت 22 دجنبر الجاري. فتح كعادته محله التجاري لاستقبال زبنائه من المواظبين على اقتناء الخبز والحليب من أجل وجبة الفطور. لاح له شبحان يقتربان من عتبة دكانه. كان الزائران شابين يخفيان ملامح وجهيهما بلثامين صوفيين. طلب أحدهما «باريزيانة». بمجرد أن ناولها التاجر لزبونه الغريب، أمسك ذراعة بإحكام وشل حركته، مما فسح المجال للشخص الثاني الذي اقتحم المتجر. أقفل المهاجمان أبواب الدكان بعد ولوجهما إلى الداخل. البقال وجد نفسه تحت رحمة لصين مسلحين بسكين من الحجم الكبير. كبلاه وكمما فمه بقطعة لصاق. تحت وقع الرعب والتهديد سلم لهما «لحصيصة» التي جمعه في صندوق عائدات البيع وهاتفين نقالين مخصصين للتعبئة السريعة ومبلغ 8 آلاف درهم، كان يخبئه في أحد جيوب سترته. لم ينعم اللصان بغنيمتهما طويلا. شكاية البقال استنفرت أمن البرنوصي للبحث عن عصابة روعت في الآونة الأخيرة أصحاب المحلات التجارية. التحريات الميدانية وعيون المخبرين حددت هوية اللصين خلال ساعات معدودة. في مساء نفس اليوم، تمكنت الشرطة القضائية من إلقاء القبض على مقتحما المحل التجاري. هما شابان من مواليد 1989 و1992، يقطنان بكل من تجزئة سرزان وإقامة الكرم بسيدي مومن. الموقوفان اقترفا مجموعة من السرقات ضد أصحاب محلات البقالة والمحلبات واعتراض سبيل المصلين في ساعة الفجر. لهما شريك ثالث مازال في حالة فرار، تنتظر الشرطة إسقاطه في أسرع وقت ممكن. غير بعيد عن البرنوصي، توصل القسم القضائي الثالث للشرطة القضائية بحي مولاي رشيد بأزيد من عشرة شكايات لسائقي سيارات الأجرة الصغيرة. أدلوا بأوصاف مميزة لزعيم عصابة متخصصة في «كريساج» أصحاب الطاكسيات. شاب عيناه خضراوان ويحمل ندبا عميقا بخذه الأيسر، وسنه لا يتجاوز الثلاثين. المبحوث عنه وأحد شركائه، كانا يمتطيان سيارة الأجرة في ساعات متأخرة من الليل. عند الوصول إلى مكان مظلم يهاجمان السائق تحت التهديد بالسكاكين. يسلبانه «الروسيطة» وهاتفه النقال والعداد الأوتوماتيكي ومفاتيح السيارة للحيلولة دون التفكير في ملاحقتهما. سقوط اللص «خضر العينين»، جاء خلال حملة تمشيطية لأمن حي مولاي رشيد. أوصافه أثارت شكوك الشرطة حول نعوت تخص ملامحه التي قدمها الضحايا من سائقي سيارات الأجرة الصغيرة. استدعاء المشتكين إلى مقر الشرطة القضائية وتعرفهم على المتهم قطع الشك بالقين. التحقيق مع زعيم «خفافيش الطاكسيات»، كشف أن عصابة الليل، نفذت عدة عمليات للسرقة في الأماكن المظلمة بكل من حي مولاي رشيد وبجوار سوق الجملة والأزقة المتفرعة عن شارع عبد الرحمن الصحراوي. وقع زعيم العصابة فيما اللص الثاني مازال في حالة فرار بعد أن تعرفت المصالح الأمنية عن هويته. في تراب حي مولاي رشيد دائما، أوقعت الشرطة لصين روعا طلبة كلية الآداب بابن امسيك. في مساء السبت الماضي، صادفت دورية للأمن واقعة اعتراض العصابة لسبيل طالب في منطقة مظلمة بجوار الكلية. مشهد أعاد إلى أذهان رجال الشرطة قضية الشكايات المتكررة لمجموعة من الطلبة حول تعرضهم للسرقة تحت التهديد بالسلاح الأبيض. إلقاء القبض على المتهمين والتحقيق معهما، كشف أن هذا الثنائي الإجرامي، نفذ ست عمليات في محيط الكلية. كل ضحاياه طلاب وطالبات جامعيات، سلبت منهم هواتفهم النقالة وما بحوزتهم من نقود وحلي ذهبية.