في الحوار التالي تبرز إيمان العوينا* سلبيات تقليص ساعات الدراسة داخل المؤسسات التعليمية، كما توضح الحالات التي تستدعي اعتماد هذا التوقيت. * ما هي سلبيات تقليص ساعات الدراسة؟ أعتقد أن أربع ساعات حصة مجحفة في حق التلاميذ، لذا كان من الواضح أنها ساهمت في تدني المستوى الدراسي، إضافة للهدر المدرسي خاصة بين صفوف الفتيات، وهذا ما جعل البعض يشتكي من هذه الخطوة التي أضيفت لإضرابات المعلمين وغيابهم المتكرر، وحتى في حال حضورهم داخل القسم فإن بعضهم يكون عنصرا غير فاعل مما ينعكس على مردودية التلميذ الذي يفتقد للمتابعة داخل البيت بسبب أمية الآباء أو لا مبالاتهم الأمر الذي دفع مستوى التعليم للتراجع نحو الحضيض. لذا أرى أن التوقيت الكامل يضمن للطفل دراسة ثلاثين ساعة، يستفيد خلالها من حصص الرياضة والعمل خارج القاعة، والأنشطة الموازية مما يوفر للتلميذ متعة الترفيه لجانب التعلم. * ما هي الحالات التي يكون فيها تقليص ساعات الدراسة خطوة إيجابية؟ توقيت نصف يوم دراسي خطوة تتماشى مع معطيات العالم القروي فقط، لأنه يعاني من إشكاليات لوجيستيكية حيث تغيب الحجرات، والكهرباء وغيرها من الضروريات التي تجعل من الضروري اعتماد الدراسة لنصف يوم حتى يتم التفويج. هناك أيضا مسألة البعد وغياب المواصلات داخل القرى، لذا يعفى التلميذ من قطع نفس المسافة الطويلة أربع مرات في اليوم لأن الأمر يكون شاقا خاصة في الشتاء. لكن مع ذلك من الممكن التراجع عن خطوة تقليص الساعات في حال توفر النقل المدرسي، أو الداخليات التي توفر للتلاميذ الإطعام والاسكان، لذا أرى أنه من الممكن تعميم ساعات التمدرس في حال توفر إرادة من قبل رؤساء الجماعات القروية من أجل مساعدة المدرسة العمومية حتى تسترجع بريقها وهيبتها التي كانت في الماضي. * باعتبارك منتمية لجسم التعليم كيف ترين بعض رجال التعليم الذين يضعون مصلحتهم الشخصية فوق مصلحة التلميذ؟ أتمنى من رجل التعليم أن يعود لوضعيته الماضية عندما كان رجلا رساليا يحب عمله ويتفان في أدائه إيمانا منه أن وظيفته تخدم قضية وطنية على اعتبار التعليم مساهما مباشرا للارتقاء في السلم الحضاري، لكن للأسف التعليم اليوم أصبح في الحضيض بعد افتقاد أطره لروح الوطنية. من جهة ثانية أحب أن ينظر كل معلم لتلميذه بالطريقة التي ينظر بها لابنه، فأكيد لن يحب أي معلم بأن يحرم ابنه من ساعات دراسته الكاملة، لذا يجب أن يتعامل مع “ولاد الناس” بنفس الطريقة دون أن يعتبر نفسه مجرد موظف ينتظر مقابلا ماديا. حوار سكينة بنزين مديرة مؤسسة تعليمية بإقليم النواصر وفاعلة جمعوية