مشهد مروع عاشت تفاصيله بعض ساكنة دوار تلمكانت،بجماعة إشمرارن بإقليم شيشاوة، لم تكن لتتصوره حتى في أحلك كوابيسها، حين انتباهها لبعض الكلاب الضالة تجوب الفضاءات المحيطة بالدوار، محملة ببعض الأشلاء البشرية. “واش ذاك الشي اللي عاض هذاك القانوع، رجل ديال بنادم ولا غير تايتخايل لي؟”، باستغراب لايخلو من نبرات تشكك مشوبة بغير قليل من احاسيس الرعب والفزع، سأل أحد ساكنة الدوار رفيقه، وهما يتابعان كلبا يسير الهوينى،وقد عض بالنواجد والأنياب على بقايا عظمة رجل أمية. ولقطع دابر الشك باليقين، انطلق الرجلان في حملة مطاردة، لإبعاد الحيوان عن”وجبته”، انتهت بتخليه عن حمله،والفرار بعيدا للنجاة بجلده،من وقع الحجارة المتساقطة حوله. ” وايلي، هذي لحم بنادم ،مافيها شك”،صاح أحد الرجلين باستغراب ظاهر، قبل أن ينتشر الخبر ويسري بين الساكنة مسرى النار في الهشيم، انطلقت معه الهواتف في نقل الخبر المرعب في كل اتجاه. حلت عناصر السلطات المحلية والدرك الملكي،بموقع”الإكتشاف الهوليودي”، مع تدشين حملة تمشيطية بالفضاءات المحيطة، انتهت بالعثور على بقايا جثة آدمية متحللة، وقد طالها نهش الكلاب من كل جانب، وظهر معها ان الجثة قد تحولت منذ مدة الى وجبة دسمة،لإشباع نهم كلاب الدوار والكلاب الضالة. التحقيقات الأولية، رجحت فرضية أن تكون الجثة لشاب عشريني من ابناء المنطقة ، يعاني من مشاكل نفسية، اختفى من بيت اسرته منذ أزيد من ثلاثة أسابيع، مع ترجيح أن يكون قد لقي مصرعه بعيدا عن الانظار، قبل ان تمتد إليه انياب الكلاب بالنهش والإفتراس. أحيلت بعض الأجزاء على المختبر الوطني، للتأكد من هوية صاحب الجثة، في أفق تحديد الظروف والملابسات المحطة بالوفاة ،و كذا أسبابها الحقيقية،فيما السنة السكان لا تفتر في ترديد تفاصيل الحكاية المرعبة. عبد المجيد شفوق