لايكاد يخبو لهيب الاحتجاجات ضد الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بمراكش( الراديما)، حتى تتأجج نيرانها من جديد،و يحتل معها مواطنون شوارع وفضاءات المدينة في إطار مسيرات احتجاجية ،ترفع خلالها الأصوات عاليا بالتنديد والاحتجاج ضد ارتفاع منسوب فواتير الماء والكهرباء. حل الدور هذه المرة على ساكنة ديور المساكين( الحي المحمدي)، حين تداعى بعض الشباب والنساء زوال أول أمس الإثنين لمسيرة غضب، امتدت مسالكها من دار الشباب إلى الملحقة الإدارية للراديما بمنطقة الداوديات. ” رسالة رسالة،إلى صاحب الجلالة” شعار صدحت به حناجر المحتجين، للتعبير عن مناشدتهم بتدخل عاهل البلاد على خط القضية، تحت عنوان” مابقات عندنا ثقة فالمسؤولين المحليين”. حسب بعض المحتجين،فإن إدارة الراديما، قد أخلفت الموعد،وتنكرت لكل التزاماتها السابقة، المتضمنة بالبلاغ الصادر عن الولاية ، الذي أنهى فورة الاحتقان التي امتدت زهاء نصف سنة تقريبا، عقب الحوار الماراطوني الذي أشرف عليه والي الجهة السابق،وانتهى بتحقيق جملة من المكتسبات من قبيل: إنجاز دارسة معمقة للفواتير ذات المبالغ الكبرى،لتحديد أسبابها الحقيقية ،واتخاذ الإجراءات المناسبة على ضوء النتائج التقنية التي سيتم التوصل إليها . الفواتير المرتبطة باستهلاك مرتفع مثبت وغير متنازع فيه، تمنح لأصحابها تسهيلات في أداء مستحقاتها على مدى سنة،مع تخفيض غرامة القطع من 120 الى 60 درهما فقط،وكذا اعتماد نظام الفوترة الشهرية،حيث لا تتعدى المدة المحتسبة الثلاثين يوما. تمكين الساكنة من الربط الاجتماعي في اطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ودعم اقتناء المصابيح ذات الاستهلاك المنخفض عبر تخفيض ثمنها من17 الى8 دراهم فقط، من خلال المبادرة ذاتها مع منح عدادات اضافية للمنازل التي تقطنها عدة أسر،في إطار عمليات الإيصالات الاجتماعية التي تمكن من الاستفادة من الربط بشبكة الكهرباء بمبلغ2.500 درهم وبشبكة الماء بمبلغ2000 درهم تسدد على أقساط شهرية لمدة 5 سنوات، مع اعتماد أكبر قدر من التسهيلات الإدارية لتوسيع عدد المستفيدين. الالتزام بتكثيف أشغال الصيانة وتجديد شبكة الماء والكهرباء والتطهير السائل، وتوفير العدادات المسبقة الدفع لتسهيل التحكم في الاستهلاك في أقرب الآجال، مع احداث لجنة مختلطة لتتبع تفعيل كل هذه القرارات ودراسة كل المشاكل العالقة والاقتراحات المطروحة. حلول كانت قد لقيت ترحيبا كبيرا من ساكنة المدينة، وانتهت بإخلاء فضاءات كل الملحقات التابعة للراديما، التي ظلت مسيجة بطوابير المحتجين،مع إعادة الهدوء للشارع والقلوب معا. “باستثناء الالتزام بعملية الربط الاجتماعي، وتخفيض الغرامة المالية الناتجة عن قطع التيار نتيجة التأخر في الأداء، فإن مصالح الراديما قد لحست باقي الاتفاقات، وظلت ترمينا بنيران غلاء ما أنزل بها واقع الاستهلاك من سلطان” يؤكد أحد المحتجين، وبالتالي اضطرار الساكنة الى تأسيس تنسيقية تجمع بين منطقتي سيدي يوسف بن علي والداوديات للذود عن المكتسبات، وإعادة احتلال الشوارع إلى حين أن يتأكد الجميع “بأن الله حق” وأن سياسة”كلام الليل يمحوه النهار” لم يعد لها من موقع في التعامل مع المطالب المشروعة للناس. بعض مسؤولي الراديما الذين تم ربط الإتصال بهم لأخذ رأيهم في الموضوع، ووضعهم في صورة الإنتقادات الموجهة لإدارة المؤسسة، نفوا جملة وتفصيلا كل هذه المؤاخذات والملاحظات، معتبرين أن إدارة الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء، قد وضعت كل امكانتها اللوجيستيكية والمادية للنهوض بالإلتزامات المتضمنة بالبلاغ، بل ولإبداء حسن النية والتخفيف عن المواطنين من ذوي الدخل المحدود والمتوسط، قد “زادت فيخرات” على مستوى بعض التسهيلات الممنوحة،من قبيل تمكين اصحاب المحلات التجارية من الربط بخدمة الماء والكهرباء بمبالغ زهيدة لا تتجاوز 3800 درهم،يتم أداؤها بالتقسيط المريح على امتداد سبع سنوات. دون احتساب طبعا ،إعفاء المواطنين الذين لا تتجاوز قيمة استهلاكاتهم 200 درهم، من أداء ضريبة السمعي البصري. مطلب مراجعة أثمنة الأشطر، وتسعيرة الإستهلاك،اعتبرها المسؤولون المعنيون مطالب تدخل في خانة” فوق طاقتك لاتلام”، على اعتبار انها اجراءات تدخل في صلب اختصاصات المصالح المركزية والوزارة الوصية،وبالتالي فإن إدارة الراديما لاتملك حال موافقة هذه الجهات سوى الدعوة للمحتجين ب” الله يربح،الله يسخر”. إسماعيل احريملة تصوير:عبد النبي الوراق