لم يعد نادل المقهى يشتغل فقط في جلب المشروبات لزبنائه، بل أصبح أيضا يوفر لهم أقساطا من المخدرات القوية وفق طلبهم، لم يكن احد يعرف أن نادل المقهى تلك المتواجدة بوسط المدينة، تحول لتاجر مخدرات بالتقسيط لفائدة بعض زبناء المقهى كما افراد آخرين من خارجها، قبل أن يسقط متلبسا برفقة زميل له غير بعيد عن المقهى حيث يعمل، وحيث كان بصدد بيع بعض اللفافات رغم الإحتياطات التي كانت يتخذها. قد يكون الزمن الصعب والبحث عن مداخيل أخرى تغنيه عن حرفته تلك، وقد يكون الطمع الذي يعمي الكثيرين ويوقعهم في بئر عميق، ما حدث لنادلنا الذي أصبح مكانه شاغرا بالمقهى التي كان يشتغل بها، وكثرت الأسئلة عنه دون ان يستطيع صاحبها كشف الحقيقة… “م.ب” ذو 29 من العمر و “م.ش” ذي 25 سنة المتهمان الرئيسيان في ترويج المخدرات القوية بالتقسيط، الاول يشتغل نادلا بمقهى بوسط المدينة، فيما لاثاني كان بدون عمل وكان يتردد عليه بين الفينة والأخرى، حيث اعتقلتهما الشرطة معا وقدمتهما منتهى الأسبوع أمام النيابة العامة، متهمة إياهما بترويج المخدرات القوية، خاصة وأنه تم ضبطهما في حالة تلبس بعد نصب كمين متقن لهما… مرشدو المصالح الأمنية كشفوا عن قيام نادل المقهى المذكورة، بتصرفات مثيرة لا يستبعد أن يكون ورائها عمليات بيع للمخدرات القوية بالتقسيط، مما دفع بعناصر مكافحة تجارة المخدرات الدخول على الخط وتتبع تحركات المعني وعلاقاته لبعض الوقت، قبل أن يتأكد لهم الموضوع، ومن تم عمدوا لاصطياده بوضع طعم له من خلال زبون وهمي قاده برجليه لحيث تم اعتقاله عند مدخل إحدى العمارات بوسط المدينة، حينما حاول الإبتعاد بعض الشيء عن المقهى التي يشتغل بها، ويقدم لزبونه الجديد لفافته من الكوكايين التي كانت بحوزته. ارتبك النادل الذي كان برفقة زميله او مساعده إن صح التعبير، حاول الإفلاة أو الإنكار والبحث عن مخرج له من تلك الورطة، لكن سريعا تبين أنه الشخص المقصود، فبعد إخضاعه ورفيقه لعملية تفتيش بعين المكان، عثر معه على ثلاث غرامات من الهيروين، وثلاث لفافات من الكوكايين. إلا أنه بعد الإنتقال لمنزله الكائن بحي القصبة بجبل درسة، وتفتيشه بدقة عثر به على 24 غراما من الهيروين ومبلغ مالي يتجاوز المليون سنتم، والذي تبين خلال التحقيق معه أنه “رأس االمال” الذي يشتغل به في جلب المخدرات وبيعها.. كما عثر بمنزله خلال عملية التفتيش تلك على ميزان “الذهب الأبيض” وهو ميزان إلكتروني دقيق لإعداد اللفافات التي تتطلب دقة أكثر من الذهب، إضافة لخمس هواتف نقالة. بصعوبة اعترف المعني أنه يروج المخدرات فعلا، بعد أن كان يدعي تعاطيها فقط، كما كشف عن مزوده الرئيسي والمتواجد بمدينة طنجة، حيث حاول إخفاء هويته الحقيقية، لكن إصرار المحققين والضغط عليه دفعه للكشف عن مزوده، والذي يبدو انه قد يكون صدرت مذكرة اعتقال في حقه، ويجري التنسيق مع شرطة طنجة للوصول إليه، فيما علاقة زميله المعتقل برفقته تبين أنها تتجلى في كونه وسيطه، حيث يقوم بجلب الزبناء له عبر هاتفه وانه ياخذ “كوميسيون” له من تلك المبيعات. عملية اخرى تقوم بها مصالح الشرطة القضائية بتطوان، بعد تجديد هياكلها مؤخرا ضمن ما تسميه مشروعها الكبير لمحاربة المخدرات القوية، وإذا كانت تلك العمليات تبقى مهمة لكن المواطنون ينتظرون عمليات أكبر وضربات على رؤوس كبار التجار الذين يغرقون السوق بسمومهم… مصطفى العباسي