بشار في درب عمر بالبيضاء!. الأسد لم يكن بلحمه ودمه ولم يغادر عرينه في الشام، لكن حاضرا من خلال الصواريخ التي تحمل اسمه. قبل أيام من احتفالات عاشوراء لاحديث بين المراهقين والأطفال أو التجار إلا عن هذه الصواريخ التي يصل مداها 150 مترا. رغم التحذيرات المتكررة من قبل المركز المغربي لمحاربة التسمم، والمتخصصين في علم النفس، وشكاوى المواطنين، إلا أن نفس الظاهرة تعود من جديد هذه السنة. مفرقعات وصواريخ تعرض في واضحة النهار وعلى عينك يا تاجر. السنة الماضية كانت تحمل أسماء بن لادن، القذافي، رونالدو وميسي. هذا العام حملت أسماء أخرى أبرزها صواريخ بشار الأسد. هذه الألعاب الخطرة أصبحت أمرا مألوفا في مناسبات الأعياد. هذه السنة لم تكن استثناء. التجار ضخوا كميات هائلة منها للسوق المحلية متجاهلين كل التنبيهات وقرارات المنع. الأطفال والمراهقون شرعوا في شرائها وتخزينها إلى يوم المعركة ليلة عاشوراء. أول أمس السبت على مقربة من إحدى القيساريات بدرب عمر بالبيضاء، تحلق أطفال وتلاميذ. مجموعة هنا وأخرى هناك . لاحديث بينهم غير تبادل المعلومات حول صواريخ بشار الأسد والاستفسار عن ثمنها والمدى الذي تصل إليه. على مقربة من أحد المحلات التجارية، تسارعت خطى خالد وأصدقائه الذي غادروا لتوهم مقاعد الدرس في إحدى الإعداديات القريبة. بعد جولة لساعة في السوق ومحيطه غادروا. كانوا في غاية الفرح بعدما تمكنوا من اقتناء علب زاهية الألوان وبداخلها كمية من صواريخ بشار وتوضيحات من البائع عن مدى قوتها التفجيرية وطريقة استعمالها. حمزة الذي لم يتجاوز الخمس سنوات، لم يصدق بدوره أن صواريخ ميسي التي جاء للبحث عنها أصبحت متقادمة. حلت محلها هذه السنة صواريخ أكثر قوة تحمل اسم بشار الأسد وبمدى وقوة تدميرية أكبر. الطفل تسمر في مكانه وتشبث بقوة بتلابيب جلباب والدته وأصر على أن تقتنيها له. في النهاية رضخت الأم لطلب حمزة واقتنت له بضعة صواريخ. غير بعيد عن سوق درب عمر، وبالضبط في أحد المستودعات المنزوية كانت الأجواء غير عادية. تجار بالجملة وآخرون بالتقسيط قادمون من مختلف الجهات يتداولون حول ثمن شراء كميات من هذه الصواريخ لنقلها إلى مختلف المدن الأخرى. العربي أحد هؤلاء. كان في غاية الانشراح بعد أن عقد صفقة من هذه الصواريخ ستدر عليه أرباحا هامة، خاصة أنه سيروجها في مراكش ومحيطها. بعفوية قال العربي« أنا تاجر على باب الله، أخضع لقانون العرض والطلب الذي يتحكم في السوق». العربي أضاف «المفرقعات وخاصة الصواريخ تجارة مربحة تانكلو منها طرف ديال الخبز». لكثرة الطلب عليها من قبل الجميع، سواء التجار بالتقسيط أو من الأطفال. في سوق الجملة درب عمر وإلى جانب صواريخ بشار التي يصل ثمنها إلى130 درهما للعلبة الواحدة، تروج عشرات الأنواع الأخرى من الألعاب النارية والمفرقعات والقنابل الصوتية بأحجام مختلفة. أغلب هذه المفرقعات مستوردة من الصين بطرق سرية وغير قانونية. تنقسم إلى مصنفات مختلفة. حارقة وصوتية وضوئية. هذه الأنواع بدورها تنقسم إلى العديد من الأشكال والأحجام بحسب قوة الصوت والانطلاق، و قوة الاشتعال الذي يدفع بتلك الألعاب أو الصواريخ لمسافات أفقية أو عمودية. في السنوات الماضية وبسبب المفرقعات والصواريخ، تحولت العديد من شوارع المدن المغربية إلى ساحات حرب غير معلنة. أبطالها كانوا أطفالا ومراهقين. أما ضحاياها فكانوا بالعشرات من الأطفال و حتى الكبار الذين أصيبوا بحروق أو إصابات في العيون، تكون خطيرة نظرا لمكوناتها الكيماوية الشديدة الانفجار.