الساعة لم تتجاوز التاسعة صباحا من يوم الجمعة الماضي، حين أصيب الشيخ المسن بشكل مفاجئ بهبوط حاد في الضغط الدموي. شل الوهن حركة جسمه . لحظتها اضطرت الأسرة إلى نقل المريض على وجه السرعة إلى مستعجلات مستشفى محمد الخامس . كان وقع الصدمة قويا. حين اكتشفت الأسرة أن المصعد معطل . بعد تردد دام للحظات، سخروا سواعدهم لحمل والدهم على النقالة المتحركة لمسافة ثلاثمائة متر، التي تفصل بين قسم المستعجلات وقسم الأشعة. عند نقطة الوصول ارتفعت وتيرة غضبهم، واستبد بهم السخط حين تناهى إلى علمهم انقطاع التيار الكهربائي . انتظروا ما يقارب الساعتين. في الأخير عادوا أدراجهم خائبين بعد علاج اقتصر على مسكنات الألم . مرضى وزوار لا يتوقفون عن الحركة. منهم نساء ورجال وأطفال من أعمار مختلقة، بعضهم بصحة جيدة وكثير منهم أنهكهم المرض. فارتموا فوق الكراسي ينتظرون الموعد في فضاءات مخصصة لاستقبالهم . أما الحراس الخاصون فقد تمركزوا عند كل المداخل يصارعون عناء تنظيم توافد المرضى على المستشفى. من حين لآخر، يسمع دوي المشاحنات والشجارات والتي تنطفئ شرارتها بتحكم الحراس في سير الأمور وعودة الهدوء إلى المكان من جديد . خديجة الممرضة لأكثر من عشر سنوات، تتنقل بين «النافسات » بكل خفة وقد طغت على ملامحها علامات الحزن ، تتحدث انطلاقا من خبرة وتجربة كبيرتين « معاناتنا لا تنتهي في هذا المستشفى، مرة المصاعد معطلة، مرة انقطاع التيار الكهربائي، ومرة المركب الجراحي معطل …». حقيقة تدني الخدمات الصحية وغياب التجهيزات والمعدات، والتي اتخذت منحى تصاعديا بتوالي احتجاجات الطاقم الطبي والتمريضي والمواطنون الذين تعددت شكاياتهم إلى المسؤولين. » ففي السنة الماضية دفعتنا الأمطار التي تسللت إلى أقسام المركب الجراحي إلى مراسلتنا مندوب الصحة بعمالة مقاطعات عين السبع الحي المحمدي »، هكذا حاول مصدر نقابي وصف درجة الإهمال الذي يعاني منها المستشفى. «القطرة» العام الماضي أثرت على سير العمليات وعلى الراحة النفسية للأطباء. نازلة جعلتهم يرفعون رسالة إلى الإدارة وإلى مندوب الصحة لإيجاد حلول مستعجلة لتفادي مثل ما حصل، خاصة أن إجراء أية عملية في غرف تتسرب إليها مياه الأمطار مغامرة غير محمودة العواقب. تتكرر الصورة لكن بظلمة حالكة. انقطاع مفاجئ للتيار الكهربائي، يؤثر على السير العادي لبرنامج العمليات الجراحية. عمليات تم توقيف جزء منها خلال الجمعة الماضية . أقر مدير مستشفى محمد الخامس نفس المعطيات، حين أكد أن المستشفى عاش انقطاع التيار الكهربائي، لكن التأثير ظل محدودا. قال « ليس المرة الأولى التي نعاني فيها من انقطاع التيار الكهربائي، لكننا نتوفر على ثلاثة محولات كهربائية ملي كيطيح الضو كيخدمو المحولات ». أما عطل المصاعد حسب المدير دائما، فسوف يتم إصلاحها بمجرد إفراج المندوبية الجهوية للصحة عن الميزانية. سعاد شاغل