«هل المغاربة عنصريون؟» سؤال طرح أكثر من مرة على صفحات المجلات والجرائد المغربية ، لكن بدون أن يثير لغطا كما فعل غلاف وملف أسبوعية «ماروك إيبدو» «الخطر الأسود » في ظرفية تعرف تزايد أعداد المهاجرين من جنوب الصحراء. جزء مهم من الرأي العام عبر عن صدمته وأعلن عن رفضه للغلاف وماورد في الملف بتبرير «عنصريته» بينما جزء آخر اعتبر أن وجود المهاجرين من جنوب الصحراء بهذا العدد الكبير مع ما يرافق استقرارهم المؤقت أو المستمر في العديد من المدن المغربية من حوادث وردود فعل من طرف مواطنين مغاربة، هو مشكل قائم الذات يجب طرحه للنقاش العمومي والتعاطي معه بجدية بعيدا عن ردود الفعل العاطفية الآنية من أجل إيجاد حل له . المهم أن غلاف وملف «ماروك إيبدو» قد رميا بحجرة في هذه البركة التي لا نريد أن نراها إلا هادئة صافية المياه رغم ما يعتمل في أعماقها. ولأن المشكل حقيقي وذا حساسية واضحة بالنسبة للمغاربة، فإن النقاش حوله لم يتنه حيث بدأ عبر المواقع الاجتماعية التي أصبحت منتديات للنقاش وطرح الأفكار بامتياز وتواصل ليصل إلى شاشة قناة عمومية اسمها دوزيم حاولت مقاربة الموضوع انطلاقا من غلاف أسبوعية «ماروك إيبدو» «الخطر الأسود »، وذلك في النشرة الفرنسية لمساء يوم الأحد، حيث استمعت لمعد الملف نجيب عبد الحق ومديرتحرير الأسبوعية محمد السلهامي، كما استمعت إلى مهاجرين أفارقة حول « هل المغاربة عنصريون؟» واستضافت أيضا في البلاطو ادريس اليزمي رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان ليدلي برأيه حول الموضوع . الجهة المسؤولة عن الأسبوعية وغلافها وملفها المثيرين للجدل اتفقت رغم بعض الاختلافات على كون المشكل قائما وتجاهله ليس الحل. فنجيب عبد الحق أوضح أنه يتحمل مسؤولية ماكتبه كاملا في الملف الذي أعده وهو دليل على كون المشكل مطروحا وحله ليس في تجاهله، في نفس المسار تقريبا سار محمد السلهامي الذي اعتبر أن ردود الفعل على الملف وعنوان الغلاف تؤكد وتثبت وجود مشكل مشيرا إلى استعداده لاعتذار عمومي للمغاربة الذي صدمهم العنوان أو الغلاف. على النقيض من ذلك، عبر ادريس اليزمي رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان عن حزنه العميق لماورد في أسبوعية «ماروك إيبدو» واعتبر أن العنوان أو الغلاف معيب متسائلا عما سيكون رد فعلنا لو أنه بنفس الطريقة جاء عنوان في وسيلة إعلام غربية عن الخطر العربي أو الإسلامي منبها إلى أن هناك مبالغات كثيرة في ملف «ماروك إيبدو» وفي نفس السياق استحضر اليزمي عمودا لمصطفى منصور في نفس الأسبوعية حول الإسلاموفوبيا في الغرب مكيلا له الثناء، مبديا أسفه لكون صاحب الملف لم يقرأه أو يطلع عليه. المهاجرون الأفارقة هم الآخرون كان لهم رأي في الموضوع من خلال شهادات استقتها القناة استحضرت بعض الوقائع وردود الفعل غير المقبولة تجاه بعضهم كل من وجهة نظره ومن وموقعه ينظر إلى هذا الموضوع، لكن هذا لا ينفي ولا يلغي المشكل القائم جراء وجود المهاجرين من جنوب الصحراء في العديد من المدن بشكل ملفت مع ما يرافق وجودهم من مشاكل وما ينتج عن احتكاكهم بالمواطنين المغاربة من ردود فعل