تزايدت حالات وفيات اللاعبين فوق أرضية الملاعب وخارجها جراء ما يطلق عليه “الموت المفاجىء”، وكان أخرها موت لاعب فريق حسنية أكادير جواد أقدار الذي خلف صدمة قوية لدى عموم المواطنين و الجمهور الرياضي على وجه الخصوص. ذات المشاعر خلفها من قبل الموت المفاجئ لكل من زكرياء الزروالي ويوسف بلخوجة وعزيز التكرادي. وفي كل مرة تخلف فاجعة الموت المفاجىء تسائلات لدى عموم المواطنين عن أسباب هذه الوفاة التي تصيب رياضيين في عز شبابهم وقمة عطائهم الرياضي. لدى ارتأينا تخصيص ركن “صحة ورياضة” لهذا الأسبوع لموضوع الموت المفاجى لدى الرياضيين والإطلاع على بعض الإرشادات الإحتياطية التي يوصي بها مختصون في جهاز القلب والشرايين وذلك من أجل ممارسة رياضية في ظروف سليمة. يعرف الموت المفاجئ على أنه حالة وفاة غير متوقعة، ناجمة عن أسباب مرتبطة بتوقف نشاط القلب السليم، خلال وقت قصير لا يتعدى ساعة من بدء ظهور الأعراض، دون إشارات مسبقة. أسباب الموت المفاجئ ومن عوامل الخطر الرئيسية للموت القلبي المفاجئ نجد التدخين، ارتفاع ضغط الدم، تضخم البطين الأيسر، اضطرابات في التوصيل الكهربائي في القلب، اضطرابات في مستوى الدهنيات في الدم، السمنة، داء السكري والضغط النفسي، إضافة للعيوب الخلقية التي تؤثر على بنية القلب وعلى أدائه، وكذلك الأمراض الوراثية التي تؤثر على جهاز التوصيل الكهربائي في القلب. و المسبب الأكثر شيوعا للموت المفاجئ لدى النساء هو مرض في الشرايين التاجية، بينما انخفاض النتاج القلبي هو المسبب الأكثر انتشارا للموت المفاجئ لدى الرجال. خطر الرياضة بدون رقابة أثار ارتباط الموت المفاجئ بممارسة الرياضة الكثير من الجدل لكون الرياضة المجهدة قد تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة باحتشاء عضلة القلب أو ما يعرف بالسكتة القلبية، ومن جهة أخرى، قد يكون لممارسة الرياضة التي تتم تحت إشراف ورقابة، تأثير مضاد للتخثر مما يقلل من خطر نشوء الانصمامات. مع مرور الوقت، تؤدي ممارسة الرياضة بشكل منتظم إلى تقليل عوامل الخطر التي تسبب تصلب الشرايين، كما تؤدي إلى ازدياد النتاج القلبي وتحمي من خطر انسداد الشرايين والاضطرابات في نظم القلب. تسهم ممارسة الرياضة من جانب المرضى الذين يعانون من أمراض قلبية في تقليل خطر الإصابة بسكتة قلبية أخرى في السنة الأولى التي تلي الإصابة بالسكتة القلبية. أما على المدى البعيد، فإن ممارسة الرياضة تؤدي إلى تقليل خطر الإصابة بالسكتة القلبية لدى الإنسان الذي يتمتع بصحة جيدة. لكن ممارسة الرياضة التي لا تخضع للرقابة قد تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بسكتة قلبية خلال ممارسة الرياضة. وإذا دققنا وجدنا أن غالبية الوفيات المفاجئة عند الرياضيين تحدث أثناء أو مباشرة بعد ممارسة النشاط البدنى الذي يتطلب الكثير من الجهد الشديد، مثل الركض وكرة القدم وكرة السلة والتنس، أو البرامج التدريبية المكثفة. والقليل من تلك الوفيات تحدث في الراحة أو أثناء النوم. لا خلاف حول أهمية ممارسة الرياضة لأن فوائدها أكبر بكثير من مخاطرها. ومع ذلك، في حال وجود خطر معين عند ممارسة الرياضة، يمكن التقليل من هذا الخطر عن طريق إجراء فحوصات دورية، الحفاظ على التاريخ الطبي الشخصي والوراثي وملائمة نوع النشاط البدني للقدرات الشخصية. وتساهم فحوصات تخطيط القلب الكهربية أثناء الراحة، فحص جهد القلب وتخطيط صدى القلب في الكشف عن معظم أمراض القلب الشائعة. إلا أن هذه الفحوصات ليست كافية لاستبعاد الإصابة بهذه الأمراض، إذ من المستحسن استشارة اختصاصي الفيزيولوجيا أو طبيب رياضي يستطيع أن يستخدم التقييمات الطبية لوضع برنامج تدريب آمن. إلا أن معظم الوفيات المفاجئة تكون نتيجة أمراض كامنة بالقلب لم يتم تشخيصها قبل الوفاة. وتشير الإحصائيات المتعلقة بالموت المفاجئ لدى الممارسين للرياضة في الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى أن ما يقرب 100 رياضي يموتون فجأة أثناء ممارستهم الرياضة في كل عام. 10 إرشادات وقائية 1- قبل أي مجهود رياضي لابد من القيام بحركات إحمائية لمدة لا تقل عن 10 دقائق. 2- تجنب الرياضة مباشرة بعد الأكل، مع شرب جرعتين إلى ثلاثة جرعات بعد مرور 30 دقيقة من التداريب. 3- تفادي المجهودات المكثفة والقوية في درجة حرارية خارجية تقل عن 5 درجات أو تزيد عن 30 درجة. 4- تجنب التدخين قبل المجهود بساعة وبعده بساعتين. 5- تفادي أخد “دوش” بارد خلال 15 دقيقة التي تلي المجهود البدني. 6- عند الإصابة بالحمى، يجب تجنب ممارسة الرياضة، وكذلك خلال 8 أيام التي تلي نزلة الزكام. 7- القيام بكشوفات طبية عند استئناف التداريب من جديد بالنسبة لمن يتجاوزون 35 سنة من الذكور و45 سنة بالنسبة للإناث. 8- التصريح للطبيب بأي ألم في القفص الصدري وأي صعوبة في التنفس خلال المجهود الرياضي. 9- إشعار الطبيب بأي اختلالات في ضربات القلب خلال المجهود أو بعده. 10- تفادي تناول المنشطات واقتناء الأدوية دون استشارة طبية، و التوجه إلى الطبيب عند الإحساس بأي ألم خلال أو مباشرة بعد المجهود الرياضي. قصبة تادلة: محمد البصيري