الشيخوخة صيرورة معقدة تنجم عن تداخل العديد من المتغيرات كالعوامل الوراثية ونمط الحياة والأمراض المزمنة ... هذه العوامل تتفاعل فيما بينها ولها انعكاسات على طريقة العيش. وتعتبر ممارسة الأنشطة البدنية المنتظمة أحد سبل الحفاظ على صحة جيدة خلال مرحلة الشيخوخة. تأكد من خلال العديد من الأبحاث العلمية أن الأشخاص الذين يفوق عمرهم 60 سنة والممارسين بانتظام لأنشطة بدنية بالقدر الكافي يستفيدون خلافا للأشخاص الخمولين من العديد من الفوائد الصحية نذكر منها: - انخفاض مستوى الضغط الدموي - المحافظة على القدرات التنفسية وحمايتها من الالتهابات التنفسية - الحفاظ على مستوى عال من الاستهلاك الأقصى للأكسجين. ويحصل وفق دراسات علمية تقلص منتظم لكمية الأوكسجين القصوى وذلك بنسبة 10 في المائة بعد مرور كل عقد من الزمن اعتبارا من سن 25 سنة. - الحفاظ على توازن الدهنيات بالجسم بشكل إيجابي مع ارتفاع للكولسترول الجيد وانخفاض نسبة السيء منه. - توازن نسبة السكر بالدم وتحسن التفاعل اتجاه الأنسولين مما يساهم في مقاومة داء السكري الدهني، وكذا السكري غير المرتبط بالأنسولين . - انخفاض احتمال الإصابة بالقلق والانهيار العصبي.. - تحسن الجهاز المناعي. - انخفاض في مستوى هشاشة العظام. فعالية النشاط البدني مرتبطة بانتظامه لكي يكون فعالا وذو فوائد صحية تشدد كل الدراسات في هذا الميدان على ضرورة استمرارية وانتظام النشاط البدني والرياضي طيلة الحياة. فمثلا الرياضي من مستوى عال الذي يتوقف عند حدود سن 30 سنة سيتعرض عند بلوغه 60 سنة أو أكثر للمخاطر المتعلقة بالدورة الدموية مثله في ذلك مثل شخص خمول من ذات السن. بالنسبة لشخص ابتدأ ممارسة الرياضة في سن متأخرة أي 30 أو 40 سنة واستمر بشكل منتظم حتى سن 60 سنة أو أكثر (ثلاث حصص في الأسبوع) فإنه يكون أقل عرضة للمخاطر المرتبطة بجهاز القلب والشرايين. تدبير المجهود أمر ضروري إن النشاط البدني مجهود مستمر يتوخى تحسين القدرة على التحمل غير أن شدته لا يجب أن تتجاوز ثلثي إيقاع نبضات القلب المسموح بها وفق السن. ويمكن احتساب نبضات القلب القصوى غير مسموح بتجاوزها من خلال المعادلة التالية ( النبضات القصوى =220 – السن) أي خصم عدد سنوات العمر من عدد 220 لمعرفة العدد الأقصى لدقات القلب في الدقيقة خلال المجهود البدني والتي لا يجب كما سبق الذكر تجاوزها. فمثلا شخص عمره 60 سنة يجب أن لا يتجاوز عدد دقات قلبه 160 نبضة في الدقيقة (220-60=160). اختيار أنشطة بدنية مناسبة كل نشاط يدفع إلى التحرك فهو مفيد للحالة الصحية العامة (نزهة، عمل منزلي، تسوق ...). لكن من أجل التقليل من المخاطر المحدقة بجهاز القلب والشرايين لابد من ممارسة بدنية أكثر شدة نذكر من بينها المشي السريع، الركض البطيء مع تفادي الإحساس بالاختناق، استعمال الدراجة الهوائية والتي من بين مزاياها أنها تحافظ على مفاصل الركبتين والوركين بالإضافة إلى السباحة شريطة تفادي المياه الباردة أي أقل من 20 درجة. احتياطات لابد منها مخاطر الممارسة العشوائية للرياضة بالنسبة للمسنين هي ذاتها تقريبا بالنسبة للأقل عمرا (السكتة القلبية اضطرابات في إيقاع نبضات القلب، الذبحة الصدرية، النقص الحاد في إيقاع القلب...).فالمجهودات البدنية القوية جدا يمكن أن تكون وراء العديد من الإصابات والمضاعفات القلبية .لكن هذا لا يجب أن يخيف من ممارسة الرياضة في سن الشيخوخة إذا ما تم الالتزام ببعض الاحتياطات. ففي كل الحالات بالنسبة للأشخاص الذين يفوق عمرهم 60 سنة فالمراقبة الطبية المنتظمة ضرورية وبطريقة ممنهجة مرة كل سنة مع فحص سريري عام للتعرف على مستوى الضغط الدموي وخطاطة الجهاز القلبي. وفي حالة استئناف النشاط الرياضي أو بدايته لأول مرة بالنسبة لشخص خمول وفي حالة وجود عوامل تفاقم من الخطورة (التدخين، البدانة، اضطرابات استقلابية مرتبطة بالسكريات أو الدهنيات ) ففي هذه الحالة يعتبر إجراء خطاطة القلب أمرا ضروريا قبل السماح بأي ممارسة بدنية ورياضية.