بدأ الشباب في المغرب يتعلق أكثر بالرياضة، لما تعود به عليه من فوائد، سواء على جسمه، أو نفسيته، وحتى حياته الاجتماعية. ممارسة الرياضة تساعد على المحفاظة على رشاقة الجسم ويعد الشباب أكثر شريحة اجتماعية في حاجة إلى الحركة، والنشاط الرياضي، الذي يعد خير وسيلة لقضاء أوقات الفراغ مع الأصدقاء، بعيدا عن الأجواء، التي قد تكون غير صحية، سواء داخل المنزل أو خارجه. كما أنها تساعد أيضا في الابتعاد عن مخاطر وانحرافات كثيرة مرتبطة بفترتهم العمرية، وفي اكتساب مهارات جديدة، وصقل مواهبهم، إلى جانب أنها تعتبر مادة للترويح عن النفس، وتجديد الحيوية، وعلاج مجاني من الضغوط. ويوصي الأطباء دائما بزيادة الحركة لدى الشباب، التي فقدت في عصر الآلة، إذ بات يلاحظ تقهقر مستمر في صحة هذه الشريحة، وفقدان القدرة على التحمل، والمعاناة من مجموعة من الأمراض. والدعوة للحركة تتمثل في ممارسة أي نشاط رياضي، إذ لا أحد يمكنه أن ينكر فضل الرياضة على الجسم، في وقت ينصب الاهتمام أكثر على الجوانب النفسية، التي بدورها لا يتحقق العلاج منها إلا بالحركة البدنية. يقول سعيد راسي، مدرب في "صالة" رياضة خاصة في الدارالبيضاء، "لاحظت في السنوات الأخيرة، إقبالا مهما ليس فقط من طرف الأشخاص المتقدمين في السن، بل حتى الشباب، الذين باتوا يتعلقون أكثر بممارسة التمارين الرياضية، ويمارسونها بانتظام. وأوضح سعيد، في تصريح ل "المغربية"، أن "زيادة التوتر والضغط سواء داخل المنزل أو خارجه، تدفع هذه الشريحة إلى ممارسة النشاط الرياضي، الذي أكدوا أنه يساعدهم كثيرا، سواء على المستوى الجسدي أوالنفسي". وأبرز المدرب الرياضي أن "عدد منهم قال لي بأنه أضحى يتفادى تناول الأدوية، بعد أن زادت حركتهم"، مبرزا أنها "انعكست عليهم إيجابا على عدة مستويات، وهو ما دفعهم إلى المواظبة على الحضور، خاصة الذكور". من جهته، ذكر رضوان تاج الدين، طالب، "الرياضة جعلتني أهتم أكثر بجسمي، إذ أنني كنت أحس باستمرار بعياء دائم، وتعب، علما أنني لم أكن أمارس نشاطات كثيرة، وهو ما جعلني أستسلم إلى الكسل". وأبرز رضوان، في تصريح ل "المغربية"، أن "الحركة البدنية أبعدتني أيضا حتى من السقوط في الانحراف، إلى جانب أنها ساعدتني على الإقلاع عن التدخين، الذي عانيت منه كثيرا"، مشيرا إلى أنه "لا يتخلف عن أي تمرين، بعد أن أحس بتغيير ملموس في حياته، سواء على المستوى الاجتماعي، أو الصحي، أو النفسي". ويعتبر الخمول أو عدم ممارسة أي نشاط بدني، أحد أهم العوامل، التي تؤثر سلبا على حياة الإنسان، إذ يؤدي هذا الأمر إلى ظهور العديد من الأمراض، مثل ضعف العضلات، وانخفاض كفاءة القلب والرئتين، وتصلب الشرايين أو ضعفها وترهلها، وآلام المفاصل، وأمراض أخرى تقود في بعض الأحيان إلى الوفاة. وحسب تقارير منظمة الصحة العالمية، فإن أكثر من مليوني شخص يموتون سنويا في العالم بسبب إجهاد العمل، وسرعة إيقاع الحياة، ونقص التمارين الرياضية. ودلت التجارب على أنه يتوجب على الإنسان ممارسة التمرينات الرياضية في مراحل نموه وتطوره المختلفة، إذ يمكن البدء بعمل التمرينات للطفل منذ اليوم الثالث بعد الولادة عن طريق تمرينات خفيفة من قبل الأم أو الأب، إذ تساعد التمرينات في نمو الطفل وتطوره، وذلك بتحسين تغذية خلايا الجسم المختلفة، العضلية والعصبية، كما تساعد في تخلصه من الحالات التي قد يمر بها، مثل الإمساك أو الغازات التي تسبب للطفل آلاما مختلفة. وقد ظهر أن التمرينات الرياضية لدى الفئات العمرية المبكرة تساعد في إعداد الشخص لمرحلة البلوغ والشباب، إذ تزداد قدراته وإنجازاته العقلية والجسمية، ويجب أن يستمر الشباب في ممارستهم للتمرينات لبناء جسم قوي معد وظيفيا لإطالة مرحلة الشباب وتأخير الشيخوخة. كما تعمل على تقوية عضلاتهم الهيكلية والقلبية أو العضلات التي تشكل الأوعية الدموية، التي تسمى العضلات الملساء، وتساعد في زيادة حجم القلب، وهو ما يؤدي إلى قلة عدد ضرباته وبذلك راحته، كما تقوي عضلة القلب وبذلك تستطيع العمل لمدة زمنية أطول، أو تجنب حدوث الجلطات وغيرها من الأمراض.