بعد رحلة اختفاء امتدت في الزمن زهاء 20 يوما بالتمام والكمال، عاد التلميذ أنس لغشيم(10 سنوات) لينير ببسمته البريئة فضاء بيت أسرته بمنطقة سيدي يوسف بن علي بمراكش.غياب سبب في موجة رعب وخوف، عمت مختلف أوساط أولياء التلاميذ، الذين أصبحوا ملزمين بمرافقة فلذات أكبادهم في غدوهم ورواحهم لحجرات الدرس، بعد أن كيفت الإشاعة حالة الاختفاء ب”الاختطاف”. عودةالتلميذ أنس الذي اختفى من أمام مدرسة اليوسي بالمنطقة المذكورة، حيث ودعه شقيقه البكرمحمد أمين(11 سنة)، الذي يتابع دراسته بنفس المؤسسة التعليمية صبيحة الفاتح من أكتوبر الجاري، جاءت لترسم تفاصيل رحلة غياب، نسجت شقاوة الطفولة بدايتها، ومنحتها قوة الإشاعة ذروة حبكتها، لتتحول إلى بعبع قض مضجع العديد من الآباء والأمهات. من عمق دوار”التريبكات” المنسي بين تلاوين تضاريس ومنعرجات خريطة إقليم صخور الرحامنة،جاء الخبر اليقين، في شكل اتصال هاتفي من أحد رجال التعليم بالمنطقة، الذي تعرف على صورة الفتى المنشورة بجريدة “الأحداث المغربية”. رحلة الغياب كما روى أنس تفاصيلها، تعود إلى اليوم المذكور، حين انتبه بعد بلوغه بوابة المدرسة، على نسيانه أحد الكتب المدرسية، ليدخل في دوامة خوف ورعب مخافة العقاب الذي ينتظره، نتيجة إغفال ذاكرته الصغيرة لهذا التفصيل الصغير. العقاب المنتظر من الوالد، جعل عقلية الطفل تتجه للبحث عن بديل وخلاص، لم يجده سوى في التوجه صوب أرصفة المحطة الطرقية بباب دكالة، لتقوده قدماه الصغيرتان، لتسلق أولى حافلة وجدها أمامه مغادرة فضاءات المحطة. توقفت الحافلة بمنطقة صخور الرحامنة، وشرع بعض الركاب في مغادرتها، حين ترجل أنس، واتجه صوب أحد الأشخاص كان ضمن الركاب، طالبا منه مرافقته، باعتباره طفلا مشردا،لا جدار بيت يأويه، ولا سقف منزل يظله. لم يكذب الرجل ” في عيطة”، حين قرر مصاحبة الطفل إلى بيته الأسري بدوار”التريبكات” الذي يبعد عن مركز صخور الرحامنة بحوالي36 كيلومترا، ليستخدمه في قضاء بعض الأغراض المنزلية والفلاحية. استمر أنس في تجرع مرارة عيشته الجديدة، إلى أن اقتنصته عينا أحد رجال التعليم الذي يعمل بالدوار، وتعرف على صورته المنشورة بالجريدة، باعتباره التلميذ المختفي من إحدى المؤسسات التعليمية بمراكش، ليسارع بإخطار سلطات الإقليم،التي عملت بدورها على ربط الاتصال بالمصالح الأمنية بالمدينة. تمت مرافقة الوالد صوب دوار “التريبكات”، وبالضبط صوب البيت الذي يأوي أنس، حيث تأكد الجميع من تواجده، لتعمل العناصر الأمنية لاقتياد الطفل وصاحب البيت إلى مقر الشرطة القضائية بمراكش، للبحث والتحقيق في مجمل تفاصيل الواقعة. محمد موقس