علامات عدم الرضى بادية على محياهن وهن يتوافدن على أحد الفنادق بالدارالبيضاء يوم السبت الماضي، إنهن نساء الحركة النسائية من فاعلات جمعويات، برلمانيات ووزيرات سابقات، تجشمن عناء الانتقال إلى العاصمة الاقتصادية، ليكشفن عن غضبهن على طاولة المنتدى النسائي الثالث من أجل الديموقراطية والمساواة، الذي نظمته الجمعية الديموقراطية لنساء المغرب. «الفصل 19 دون تحفظ»، كان هو شعار المنتدى، ومنه تفرعت المداخلات، فبعد الكلمة الافتتاحية لرئيسة الجمعية المغربية لنساء المغرب هدنة بناني، والتي توقفت فيها عند التراجعات التي عرفتها حقوق المرأة في عهد حكومة عبد الإله بن كيران، من وزيرة وحيدة في التشكيلة الحكومة إلى غياب أسماء نسائية في لائحة تعيينات العمال والولاة، بدأ الغضب النسائي ينفجر من مداخلة إلى أخرى، ومعه بدأت سهام الانتقاد تنطلق صوب وزيرة المرأة والأسرة والتضامن والتنمية الاجتماعية بسيمة الحقاوي تارة، ونحو الحكومة ككل تارة أخرى. فالنساء وأمام عدم رضاهن عن خطة الوزيرة للنهوض بأوضاع المرأة، والتي استعرضت خطوطها العريضة في ندوة صحفية بمناسبة اليوم الوطني للمرأة الأسبوع الماضي، لم يجدن أمامهم من سبيل سوى انتقادها بكونها «لم تأت بجديد»، فخديجة الرباح عضوة الجمعية المغربية لنساء المغرب ومنسقة الحركة من المناصفة، لم تتردد في التأكيد على أن «المشاريع التي كانت مفتوحة في عهد الحكومة السابقة، هي الآن متوقفة»، وقالت إن خطة الحقاوي بخصوص مشروع قانون محاربة العنف ضد النساء وتعديل القانون الجنائي، هي «أشياء ليست جديدة»، وأردفت الفاعلة الحقوقية، بأن الوزيرة الحقاوي يجب أن تتعامل مع حقوق النساء على أنها «حقوق وليست صدقة أوهبة، وذلك بتفعيل الدستور». وإذاكانت الرباح أقل حدة في انتقاد الوزيرة، فإن فاطمة بلموذن عضوة المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي والنائبة البرلمانية، رفعت سقف النقد عاليا، حينما قالت «لايوجد في الحكومة الحالية من يدافع عن النساء»، وذلك بعدما صنفت طبيعة تفكير الحقاوي في خانة التفكير الذكوري، وأن خطتها «لم تحمل جديدا يمكن أن يحسب لها». سيل الانتقادات لم يتوقف على مدار ساعات من النقاش، فلم تتسم باقي المداخلات بأي كلام إيجابي حول ما حملته الحقاوى في خطتها المقبلة، فرفيقتها السابقة في تحمل حقيبة الوزارة نزهة الصقلي، والنائبة البرلمانية حاليا عن حزب التقدم والاشتراكية كانت أكثر حزما في مداخلتها، فأمام التراجعات، قالت «لن نتنازل ولو على شبر واحد من المكتسبات التي تم تحقيقها، بفضل التضحيات التي قامت بها الجمعيات المغربية في جميع المجالات». وأمام هذا الإصرار على التمسك بالمكتسبات من جانب الصقلى، كانت خديجة الرويسي رئيسة بيت الحكمة والقيادية بحزب الأصالة والمعاصرة أكثر هدوء ووجهت انتقادات لطيفة للوزيرة الحقاوي، وقالت بعد حديثها عن التضحيات التي قدمتها المرأة لانتزاع حقوقها، «إن وجود الحقاوي بهذا المنصب، هو نتاج للنضالات التي قدمتها الحركة النسائية في الماضي».