بعض من حلمها تحقق، وهي تكشف عن أداة جديدة في «معركة» تخوضها منذ ما يناهز العشرين سنة الآن : حربها ضد تشييء المرأة والتنميط الإعلامي لصورتها. نادية لمهيدي، الأستاذة الباحثة والخبيرة في الإعلام والاتصال، والخبيرة في قضايا المرأة والإعلام، والسيناريست، قدمت بالرباط أول أمس الثلاثاء، عشية احتفال المغربيات بيومهن الوطني، نتاج عمل استغرق منها حوالي 6 سنوات.«دليل» يضم بين دفتيه مسارات 14 امرأة مغربية القاسم المشترك بينها ميزة الاستثناء. نساء خططن ملامح النجاح في حياتهن ويشكلن كل واحدة في عالمها نموذجا لريادة نسائية بكل المقاييس. مجالاتهن مختلفة تتوزع بين تلك التقليدية إلى الاستثنائية : المقاولة، الإدارة الترابية، تربية الخيول، الرياضة، الزراعة، الإعلام، العمل النقابي، تدبير الشأن المحلي، الدفاع عن حق النساء السلاليات من الاستفادة من بيع أراضي الجموع. حكاياتهن أو حكاية مسارهن، اختزلتها أسطر رسمت بورتريهاتهن على مدى 66 صفحة محتوى المطبوع وهي البورتريهات المقدمة بالعربية، والفرنسية والإنجليزية بالنظر إلى أن المجلة أو الدليل كما قدمته صاحبة فكرته والمشرفة على إنجازه، نادية لمهيدي، سيتم «توزيعه بالمغرب والدول العربية والدانمارك على اعتبار أنه أُنجز بشراكة مع المركز الدنماركي للبحث والإعلام حول النوع والمساواة». ويتعلق الأمر بمركز «كفينفو» (KEVINFO)، الذي هو فضاء للحوار والنقاش حول قضايا النوع وحقوق المرأة بالدنمارك ودول شمال أفريقيا، والشرق الأوسط. وفي هذا السياق، تبلورت فكرة إنجاز مؤلف «نساء المغرب .. قصص نجاح خفية» بهدف دعم اتخاذ النساء للقرار، وريادتهن في المجال العمومي وفي المجالات الأخرى من خلال إبراز قصص نجاح نساء مغربيات بما تستحقه مساراتهن من الإشعاع والتعريف. بالنسبة لنادية لمهيدي، فإن المؤلف يمكن اعتماده ك«مصدر إلهام ومحفز للنساء على تحقيق النجاح وتحقيق أحلامهن وطموحاتهن بالتكريس في عالم يهيمن فيه النجاح الذكوري فيما تبقى نجاحات النساء في ظل، وتظل صورة المرأة حبيسة صور نمطية وكليشيهات تنميطية». الخبيرة في قضايا المرأة والإعلام، والتي سبق لها أن أصدرت دراسة في هذا الصدد سنة 2005 لفائدة وزارة الأسرة على عهد الوزيرة الاستقلالية السابقة ياسمينة بادو، تعرف مقدار الحيف الذي يطال المرأة المغربية على مستوى الإعلام، الذي غالبا ما يقدم صورا سلبية لها لا تعكس واقعها في شموليته وتعدده. ولطالما نددت كذلك بتكريس الوجوه النسائية ذاتها إعلاميا. إذ أنها تؤاخذ على الإعلام المغربي تقاعسه عن النبش عميقا بحثا عن نماذج مشرقة لنساء رائدات لم يصل صدى نجاحهن إلى عموم مواطنيهن. مؤلفها «نساء المغرب .. قصص نجاح خفية» هو إذن محاولة منها لأن تبرهن بالدليل المكتوب على أن نساء المغرب هن عناصر أساسية في تحقيق التنمية وتطوير نموذج مجتمعي مستقبلي.. نساء تحدياتهن كبيرة بحجم طموحاتهن. اشتغالهن يتأرجح بين الخيال والواقع، لكنهن يعملن كي يتحول الخيال إلى واقع. ومن ثمة، فالمؤلف هو دعوة مفتوحة أمام النساء، المغربيات وعبر العالم، لأن يحذون حذو هؤلاء المميزات. يجربن «وصفتهن» أو على الأقل يتشبعن بروحهن القتالية . إنه على حد قول رئيسة مكتب شمال أفريقيا والشرق الأوسط لمركز «كفينفو»، ليزبيث بليغار، «دعوة لتقاسم الصعوبات، وبسط التجارب، وتعرية الأحلام والطموحات الدفينة ». عبلة بنسليمان، سميرة الزاولي، رشيدة هلالي، آن ماري مونان، فاطمة الزهراء ورياغلي، منى هاشم، فاطمة لقصايص، ليلى رمزي، أمينة روشاتي، سهاد أزنود، ميلودة شريط، رقية أغنافور، فاطمة مزيوكة، راشمين تاعرابت.. إنها ال14 امرأة، التي أثثت مساراتهن الناجحة المؤلف. نساء على كل حال يكرسن صورة المغرب، كبلد يصنع الاستثناء في المنطقة العربية. بلد تحت سمائه وفي هوائه نسائم الطموح المتاح تنفسها للمرأة كما للرجل على حد سواء.