اختار المخرج عبد الحي العراقي أن يكون التحرر بمفهومه الشامل، موضوعا رئيسيا لفيلمه السينمائي “جناح لهوى”، الذي سيعرض في القاعات السينمائية الوطنية ابتداء من 27 أبريل الجاري. حيث يروي من خلاله حكاية تحدي وتمرد يقودها الشاب “التهامي” (لعب الدور عمر لطفي) على واقع اجتماعي رافض له، ثورة تحرر ضد السلطة الأبوية في مرحلة أولى، ثم على باقي أفراد محيطه في مراحل موالية.ولأجل إبراز ثورة “التهامي”، ارتأى العراقي تصوير مختلف معالمها اعتمادا على تقنية الاسترجاع (الفلاش باك) ، حيث أحال المشاهد على أحداث الماضي انطلاقا مما يغيشه البطل في الحاضر..لذا جاء مشهد البداية جنازة الوالد العدل (يلعب الدور عبدو المسناوي)، في إشارة صريحة لسقوط السلطة الأبوية التي طالما تمرد عليها الابن، منذ إعلان رفضه امتهان مهنة والده “عدل” شرعي سيرا على نهجه والده المعروف على مستوى المدينة.. وفي سياق تمرده وعدم رضاه عن واقع الحال الذي يعيشه، تكشف أحداث الفيلم عن مجموعة من الصراعات التي تجمع الابن بوالده، بعد ذيوع صيته في المدينة بسبب انغماسه وانسياقه نحو شهواته الجنسية وعشقه اللامتناهي لكل الزبونات اللواتي يرتدن محل الجزارة الذي يديره في سوق المدينة..لتشكل علاقة “التهامي” ب “زينب” الذروة بالنظر إلى العشق الكبير الذي جمعهما رغم ارتباطهما، حيث لم يشكل الأمر حاجزا لتمسكهما باستمرارية هاته العلاقة التي سيعلنان عنها بعد افتضاح أمرهما من قبل زوج “زنيب”. ليقرر الاثنان الابتعاد عن محيطهما الأسري والفرار بعيدا عن سكان المدينة، متجهين نحو مدينة أكاديرجنوب المغرب في إشارة واضحة لدخولهما مرحلة جديدة من التحرر الحقيقي من قبضة مجتمع كامل..وهو ما جاء في حوار بطل الفيلمه “التهامي” وحبيبته نحو الجنوب خلال هاته الرحلة. ورغم أن العراقي اختار تضمين فيلمه لمجموعة من المشاهد الجنسية، بحكم أن البطل “التهامي” شغوف بممارسة الجنس، فإن بعضها (المشاهد) كان غير مبرر على غرار المشهد الذي تبدو فيه “زينب” وعشيقها بعد تسلله بتنسيق مع “الحاجة حليمة” حماما تقليديا..حيث عمد المخرج إلى إظهار جسم البطلة عاريا، وهو ما ليس مبررا بالنظر إلى خصوصية الفضاء (الحمام التقليدي) الذي توجد فيه الأخيرة. حيث كان حرى الاعتماد على تقنية الإيحاء بدل حشو مشهد مماثل. وتسير أحداث فيلم “جناح لهوى” في منحى جري “التهامي” وراء تحقيق ملذاته الجنسية، في إشارات واضحة على كبته الجنسي من جهة ورغبته الحثيثة نحو التحرر من قيود كل السلط: سلطة أبوية ومجتمعية. أما أبطال هذا العمل السينمائي الجديد للمخرج عبدلحي العراقي، الذي ينضاف إلى أعماله الأخرى على غرار “400 طلقة وطلقة” و”منى صابر” و”ريح البحر” إضافة إلى “مي تاجة” و”الحراز”، فهم عمر لطفي و وداد إلمة وعبدو المسناوي (دور الأب العدل) إضافة إلى فاطمة تيحيحيت (الأم) وإدريس الروخ (في دور المقدم) وزهيرة صادق (رحمة) وأمل عيوش (الحاجة حليمة) نسرين الراضي (كلثوم) وفولان المهدي (عمر). إكرام زايد