بعد عرضه بمهرجاني تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط، وطنجة للفيلم الوطني، الذي توج فيه بجائزة أحسن أداء رجالي، كانت من نصيب الممثل عمر لطفي ملصق الفيلم (خاص) يلتقي عشاق السينما المغربية، ابتداء من 27 أبريل الجاري، مع العرض التجاري لفيلم "جناح الهوى" للمخرج عبد الحي العراقي، بمختلف القاعات الوطنية، على أن يجري تقديم العرض ما قبل الأول للفيلم يومه 21 أبريل الجاري، بحضور المخرج وطاقميه الفني والتقني. وقال المخرج عبد الحي العراقي، إنه حاول في فيلمه الجديد "جناح الهوى" المستوحى من نص روائي أبدعه الكاتب المغربي محمد النضالي تحت عنوان "قطع مختارة"، أن يقدم للسينما المغربية نصا روائيا مغربيا جيدا، في قالب ميلودرامي مثير، مشيرا في تصريح ل"المغربية" إلى أنه حاول أن يبقى وفيا لجوهر النص الروائي، رغم أنه أضفى على السيناريو بعدا رومانسيا تجلى في العلاقة الجامحة، التي جمعت "التهامي"، الذي جسد دوره الممثل المغربي عمر لطفي، و"زينب" التي جسدت دورها الممثلة المغربية المقيمة بفرنسا وداد إلمة. وفي معرض حديثه عن العراقيل، التي واجهته خلال تصوير الفيلم، الذي أجمع العديد من النقاد على جرأة مشاهده، أكد العراقي أنه وجد صعوبة كبيرة في العثور على ممثلة مغربية يمكنها أن تجسد دور "زينب" بطلاقة، موضحا أنه اختار وداد إلمة، من بين أزيد من 150 ممثلة من جنسيات مختلفة، خلال بحث دام ستة أشهر، وشمل العديد من الدول الأوروبية، منها إيطاليا وفرنسا. وفي السياق ذاته، قال العراقي إنه كان حريصا على إسناد الدور لممثلة مغربية، حتى يبقى وفيا للنص الروائي، وإنه أن لم يجد أفضل من وداد، التي تنبأ لها بمستقبل فني واعد، رغم أنه عانى كثيرا في تقديمها بالشكل المطلوب، خصوصا أنه لم يسبق لها أن مثلت في أي فيلم سينمائي من قبل، مشيرا إلى أنه حاول أن يرفع الحاجز النفسي بين كل المشاركين في الفيلم، بإقناعه بضرورة نسج علاقات صداقة خارج أوقات التصوير، خصوصا بين بطل الفيلم عمر لطفي، ووداد إلمة، وآمال عيوش، أيضا، حتى تكون المشاهد أكثر صدقا وحرفية، لأن أقوى أداة في يدي الممثل لكي يجاري اللحظة ويعيشها هي الممثل الآخر، الذي يشاركه المشهد. أما بالنسبة للأدوار الأخرى، أكد العراقي أنه لم يجد صعوبة في اختيار الممثلين، خصوصا عمر لطفي، الذي أشاد بأدائه في الفيلم، مشيرا إلى التعامل معه كان سهلا، إذ سبق أن أسند إليه دور البطولة في السلسلة الرمضانية "الحراز"، التي جسد فيها دورا مشابها إلى حد ما، شخصية العاشق الولهان، الذي يحاول تخليص حبيبته من براثن الحراز الماكر، كما أكد أنه كان مقتنعا تماما بأداء كل من شاركوا في الفيلم، خصوصا أمال عيوش، التي أبدعت في دور "الحاجة حليمة"، وعبدو المسناوي، الذي جذب الأنظار بدور "الأب الفقيه العادل"، وإدريس الروخ الذي ظهر بشكل مختلف في دور "المقدم"، كما أبدعت فاطمة تيحيحت في أداء دور الأم، وكذلك زهيرة صديق في دور "رحمة"، ومحمد التسولي في دور العسكري المتقاعد، والمهدي فولان في دور "عمر"، ونسرين الراضي في دور"كلثوم". وتدور أحداث الفيلم، حول شخصية "التهامي"، الشاب المراهق، والابن الوحيد، لأسرة محافظة، تفشل في تكوينه وإقناعه بأن يصبح عدلا أو قاضيا مثل والده، رغم الضغط الذي يمارس عليه، لينتهي به المطاف إلى عالم الجزارة، التي يجد فيها نفسه، خصوصا أنها أيقظت رغباته الجنسية، بحكم ارتباطه بعدد من النساء اللواتي كن يرتدن محله، لينتهي به المطاف بعلاقة لا شرعية بالزوجة الثانية لعسكري متقاعد "زينب"، التي ستصبح زوجته، بعد قصة عشق مثيرة ستكلفه مقاطعة عائلته، وهجران زوجته التي اختارها له والده. استهل العراقي الفيلم بمشهد جنائزي مؤثر، لموت الوالد، وعودة الابن رفقة أسرته الصغيرة، لتشييع الجنازة، وبطريقة "الفلاش باك" يتذكر التهامي، مساره مع عائلته، التي قاطعها مدة طويل ومغامراته، داخل أزقة المدينة القديمة بالدارالبيضاء، مع صديق طفولته بائع النقانق المتجول "عمر" المهدي فولان. وتميز أداء الممثلين، خصوصا لطفي ووداد وعيوش، بسخونة تعبيرية، أملتها المشاهد الإيروتيكية، التي كانت ضرورية في الفيلم، حسب العراقي، باعتبارها جوهر النص السينمائي، الذي تميز بإيقاع متصاعد من المشاهد المتسارعة والمعبرة في النهاية عن مصائر الشخصيات ودورانها حول نفسها للإفصاح عن مكنوناتها. كما أن السيناريو المقتبس من نص روائي سبق أن حاز جوائز أدبية عديدة من بينها جائزة "الأطلس" سنة 2005 كان محبوكا، رغم بعض الهفوات البسيطة من حيث تسلسل الأحداث، التي حجبته حرفية العراقي العالية، ورؤيته البصرية المتميزة بالنسبة لكادرات اللقطات وزواياها، وصدق المشاهد.