سجانان يتحولان إلى مسجونين. هما موظفان بالمركب السجني عكاشة. ثلاث سنوات حبسا للمتهم الأول، وسنة ونصف للثاني، كان هو منطوق الحكم الذي أصدرته المحكمة الابتدائية بالدارالبيضاء مؤخرا، في حق موظفين تابعين لإدارة السجون، متورطين في شبكة لترويج المخدرات داخل المركب السجني عكاشة (بعين السبع) ، فيما تم توزيع أحكام أخرى على باقي السجناء، حيث تمت متابعة أفراد الشبكة بجرائم تتعلق بالاتجار في المخدرات والمشاركة فيها وكذا الارتشاء. مصدر مطلع أكد للجريدة أن أحد الموظفين اعتاد لعب دور وسيط بين مروجي المخدرات داخل السجن وعائلاتهم. لقبه المسجونون ب «الطاكسي» حيلته بسيطة جدا، يتمنطق بكمية من المخدرات لا تتجاوز الكيلو غرام، على شكل حزام في البطن، ويسلمها لأحد السجناء قصد إتمام المطلوب، الثقة المفرطة جعلته يجلب كمية تفوق خمسة كيلوغرامات من المخدرات طمعا في العائد المادي، لكن كثرة الكمية أفزعت السجين المكلف بتوصيل البضاعة فاضطر إلى تبليغ، مدير السجن مباشرة بعد اكتشاف العملية بلغ مباشرة النيابة العامة التي أحالت القضية على الشرطة القضائية، فكانت الشرارة التي وضعت حدا لنشاط موظفين بالسجن وثمانية مروجين . الفرقة الجنائية الولائية في الدارالبيضاء بعد تحرياتها الأولية، واستنطاق ثمانية من السجناء المشتبهين، استطاعت تفكيك الشبكة التي تروج المخدرات داخل سجن عكاشة يشترك فيها موظفون وثمانية سجناء. مصدر أمني أفاد أنه في ليلة مناوبة أحد حراس السجن تم إدخال كمية تبلغ حوالي 5 كلغرام من المخدرات، وبعد إحضار المشتبهين في جلسات استنطاق لدى الفرقة الولائية، اعترف المتهمون بأن موظفا مكلفا بالحراسة كان وراء تسريب المخدرات إلى السجن، وأنه يتلقى كمقابل لوساطته تلك مبلغ 15 ألف درهم عن كل كيلو غرام من المخدرات.. بعد البحث تبين للفرقة المذكورة تورط شخص ثاني من موظفي السجن كان يتولى تسريب وبيع الهواتف النقالة للسجناء وتعبئتها، حتى يسهل التنسيق بين مختلف مروجي المخدرات داخل المركب السجني . نفس التحريات كشفت أيضا أن الموظفين المتورطين في العملية كانا يستغلان سجينين يعملان في المجال الكهربائي، يلعبان دور الوسيط بين الموظفين ومروجي المخدرات داخل السجن، كانوا يقومون بعمليات الترويج مقابل 500 درهم لكل «بلاكة» واحدة من الحشيش، والتي يساوي ثمنها 3500 درهم، وبعد عمليات ترويج المخدرات كان الموظفون المتهمون يتوليان مجددا تنقيل الأموال المحصلة لصالح عائلات الضحايا وأقاربهم بمقابل طبعا، الفرقة السابقة أحالت المتابعين على النيابة العامة. عبد العاطي بلغازي مدير سجن عكاشة أوضح ل«الأحداث المغربية» في تصريح سابق أن عمليات التفتيش تتم داخل المؤسسة بشكل روتيني وأنه خلال السنة الماضية تم إحباط حوالي 140 محاولة تسريب للمخدرات داخل السجن، حيث يحاول الزوار إدخال كميات من المخدرات للسجن من خلال الأحذية والأغذية وكل شيء، كما تم ضبط بعض الأشخاص يرمون كميات من المخدرات داخل جدران المركب السجني، نفس المسؤول قال إن استخدام الهواتف النقالة يعتبر ممنوعا بشكل بات لكن نفس طرق تسريب المخدرات، هي نفسها المتبعة في إدخال الهواتف النقالة داخل أسوار السجن.