توالت الصفعات الإسبانية الموجعة في حق البوليساريو، أمر لم تتمكن الجزائر من إخفاء غضبها منه، خاصة وأنها نالت، هي الأخرى، نصيبها من الانتفاضة الإسبانية أسابيع قليلة بعد إطلاق رعاياها المختطفين من قلب تندوف، ذلك أن مدريد وبعدما أقدمت على سحب جميع رعاياها من المخيمات زادت من قلق الانفصاليين والمسؤولين الجزائريين عندما بررته بوصف الوضع في المخيمات ب«الخطر الوشيك»، فكان الرد أن أعربت الجزائر عن أملها في أن يكون رحيل الاسبان «مؤقتا» وسارعت البوليساريو إلى مطالبة مدريد بتوضيحات. «نتوقع أن تكون عودتهم مؤقتة لأن وجودهم يمثل عزاء كبيرا للاجئين الصحراويين المجبرين على الهروب من الاحتلال العسكري” يقول عمار بيلاني المتحدث باسم الخارجية الجزائرية، معتبرا أن سحب مجموع الرعايا الإسبان من المخيمات من شأنه أن يشكل « نصرا للجماعة الإرهابية» التي اختطفت عاملي الإغاثة الإسبان اينوا فرناندث دي رينكون وانريك جونيلانوس، بالإضافة إلى الإيطالية روسيلا أورو في 22 أكتوبر من عام 2011 الذين اطلق سراحهم في 18 من الشهر الجاري. إلى ذلك، طالب مبعوث جبهة البوليساريو في إسبانيا، بشرايا بيون حكومة مدريد بتوضيح طبيعة «الخطر الوشيك» ضد المخيمات الذي بررت به الحكومة الإسبانية قرار سحب عمال إغاثتها، مشددا على أن «قرار الترحيل والصورة التي تم بها والتصريحات المصاحبة له مع إرسال الطائرة، كلها أمور تضر بصورة الصحروايين » على حد تعبيره. مبعوث البوليساريو اعتبر أن «الأمر يتعلق بتصوير مشهد معين عن المخيمات مع احتمال وقوع شيء خطير بها، ما يلحق ضررا إنسانيا وسياسيا بساكنة المخيمات». «بيون» حاول الانتقاص من أهمية التهديدات الوشيكة عندما أشار إلى أن البوليساريو تعمل على تعزيز الإجراءات الأمنية و«لديها استعداد لمضاعفاتها إذا ما كانت المخاطر أكبر» على حد تعبيره. أزمة تعود بدايتها إلى ال 22 من أكتوبر الماضي عندما تم اختطاف مواطنين إسبانيين من تندوف، قبل أن يتم نقلهم إلى شمال مالي من قبل جماعة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا، التابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. الحكومة الإسبانية أكدت من جهتها أن لديها أسباب «موثوقة» لسحب موظفي الإغاثة من تندوف جنوبالجزائر، وذلك مع خطر تحولهم إلى هدف للجماعات الإرهابية بالمنطقة.