أعلن رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران عن استعداده لتوظيف ما بات يعرف بمعطلي "محضر 20 يوليوز" شريطة أن يكون حكم القضاء حكما نهائيا، أي بعد استيفاء جميع مراحل التقاضي من استئناف ونقض. وقال عبد الإله بنكيران الذي كان يتحدث أمام أعضاء المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، أول أمس الأحد، بسلا، "إن للمحكمة منطقها بعد حكم المحكمة الإدارية ابتدائيا، فهناك الاستئناف ومن بعده النقض والإبرام وسنرى الحكم بما سيستقر عليه"، مؤكدا احترامه للقضاء والتزامه بتطبيق أحكامه، لأن القضاء "سلطة مستقلة يتعين الامتثال لقراراتها". وأوضح رئيس الحكومة، أنه كان قد اقترح على معطلي "20 يوليوز"، في لقاء سابق، الاحتكام إلى القضاء، والتزامه الامتثال لقرار المحكمة، مشيرا إلى أنه مازال عند وعده، لأن القضاء "سلطة مستقلة لكنها مسؤولة أما الله والشعب والملك"، داعيا في الوقت ذاته المختصين في القضاء لمراجعة هذا الحكم ومعرفة أسسه، لأن الحكم الابتدائي القاضي بتوظيف حاملي الشهادات العليا من الموقعين على محضر 20 يوليوز، يعتبر، في نظره، مثيرا للانتباه ويتعين على رجال القانون النظر فيه. وعاب بنكيران على هؤلاء المعطلين الاحتجاج أمام بيته، مشيرا إلى أن أسرته الصغيرة لا دخل لها في الموضوع، وبالتالي من غير اللائق أن يكون الاحتجاج على الأسرة التي لا دخل لها في هذا الملف، وأن من أراد الاحتجاج عليه أن يحتج أمام مقر البرلمان. من جانب آخر، أكد عبد الإله بنكيران، في اللقاء ذاته، أن الأزمة السياسية التي بات يعيشها المغرب، جراء قرار المجلس الوطني لحزب الاستقلال القاضي بالانسحاب من الحكومة، أربكت صورة المغرب بالخارج، وبدأت بعض التقارير السيئة تكتب حول المغرب، مبرزا أن على الجميع أن يتحمل مسؤوليته، معبرا عن رفضه المشاركة في الإساءة إلى صورة المغرب الذي يعتبر نموذجا في المنطقة، قبل حدوث هذه الأزمة. وجدد رئيس الحكومة التأكيد على أن حزب الاستقلال هو حليف حكومي وسياسي أساسي، نافيا أن يكون قد أبلغه بشكل رسمي قرار الانسحاب من الحكومة، مشيرا إلى أن الفريق البرلماني ملتزم مع الأغلبية وأيضا وزراء الحزب ملتزمون مع الفريق الحكومي. كما نفى في الوقت ذاته، أن يكون قد اتصل بأحزاب المعارضة سواء الاتحاد الاشتراكي أو الاتحاد الدستوري أو التجمع الوطني للأحرار، لتعويض الاستقلال، مشيرا أن هذا الأمر غير مقبول، بالنظر إلى أن حزب الاستقلال هو الحليف الحكومي والسياسي، الذي لا زال ملتزما في البرلمان وفي الحكومة، وليس هناك أي داع لمغازلة المعارضة، وقال في هذا الصدد "إن حزب الاستقلال هو حليفنا حكوميا وسياسيا، حيث كان مساندا لنا في لحظة تعرض فيها حزبنا لضربات كثيرة، وبالتالي لا يمكن أن نغامر بعلاقتنا مع حزب الاستقلال بهذه السهولة". وفي إشارة إلى انسحاب المعارضة من حصة الجلسة الشهرية، قال عبد الإله بنكيران "إنه من غير المعقول أن يحدد لي كيف أتكلم مع المواطنين، أقول ما أنا مقتنع به، والمواطن هو الحكم وهو الذي سيحاسبني في نهاية المطاف"، متهما المعارضة بالخوف من جواب الحكومة. وبخصوص حصيلة الحكومة، أورد بنكيران أن هذه الأخيرة حققت إنجازات كالزيادة في منحة الطلبة والتقاعد بالإضافة إلى أشياء أخرى وصفها ب "الجوهرية". في المقابل، أقر بصعوبة الوضعية الاقتصادية والمالية التي تمر منها البلاد، مشيرا إلى أن صندوق النقد الدولي والمؤسسات المالية الدولية التي زارت المغرب مؤخرا نبهت إلى ضرورة القيام بالإصلاحات الجوهرية والتي ترددت الحكومات السابقة في مباشرتها كإصلاح صندوق المقاصة وأنظمة التقاعد، مؤكدا على أن الحكومة الحالية عازمة على مباشرة هذه الإصلاحات التي ستجنب المغرب حالة الإفلاس.