في معرض جوابه عن سؤال تم توجيهه إليه خلال لقاء جمعه مؤخرا بأعضاء من اللجنة الوطنية لحزب المصباح حول ملف القضاء ومحضر 20 يوليوز ، صرح السيد رئيس الحكومة بأنه ما يزال ملتزما بتعهده بتوظيف معطلي المحضر لكن بموجب الحكم النهائي الذي ستصدره المحكمة بعد مرحلتي الإستئناف والنقض . وبنبرة تشكيكية طالب السيد بنكيران خلال ذات اللقاء من المتخصصين في القضاء مراجعة الحكم والنظر في أسسه معربا في هذا الصدد بأن هذا الشيئ مثير للإنتباه حسب تعبيره. لكنه أردف بعد ذلك قائلا بأنه مجرد رجل سياسي وبأنه يحترم قضاء بلاده وبأن القضاء مستقل في المغرب و لا تتدخل فيه الحكومة . ولم يفوت السيد بنكيران الفرصة خلال هذا اللقاء دون أن يوجه العتاب لمعطلي المحضر حيث عاب عليهم توجههم نحو منزله للإحتجاج قبالته معتبرا أن ذلك الإحتجاج يشوش على أسرته ويقلق راحة والدته المسنة ،كما صرح لهم في ذات السياق بأن لا علاقة لأسرته بقضيتهم وبأنهم إن كانوا يريدون لقاءه فليأتوا عنده أو ليتوجهوا إلى البرلمان. وأنهى السيد بنكيران كلمته بهذا الخصوص بالقول بأن بينه وبين المحضريين القضاء الذي ستكون له كلمة الفصل وبأنه سيطبق الحكم النهائي ، أما إذا صدر الحكم النهائي بعد انتهاء مسؤوليته أو ولايته يضيف السيد بنكيران فإن رئيس الحكومة المقبل هو من سيتولى تطبيقه. هذا ويشار إلى أن معطلي محضر 20 يوليوز لم يفاجئهم كلام السيد بنكيران ، ذلك أنهم كانوا متأكدين حسب تصريحاتهم من أنه سيستأنف الحكم معتبرين أن ذلك الإستئناف حق طبيعي يكفله القانون ،فضلا عن ذلك فهم يعتبرون أن قضيتهم قد نحت مع حكومة بنكيران منحى الشخصنة ، ومن ثمة فاستئناف الحكم كان في نظرهم متوقعا ، لكن الذي فاجأهم ولم يستسيغوه هو مطالبته للمتخصصين في القضاء بمراجعة الحكم باعتباره مثيرا للإنتباه في الوقت الذي أعرب فيه عن إيمانه باستقلالية القضاء، إذ اعتبروا أن مثل هذا التصريح يعد تدخلا من شأنه التأثير في القضاء ، كما فاجأتهم عبارات العتاب التي وجهها إليهم السيد بنكيران بسبب توجههم إلى منزله بقدر ما فاجأتهم دعوته إليهم لمقابلته متى رغبوا في ذلك ، وفي هذا الصدد أبدى المحضريون استغرابهم من هذه الدعوة إذ أنهم تساءلوا كيف لهم بلقائه وقد دأب على إغلاق باب الحوار في وجوههم ، حيث يستحضرون في هذا الشأن كيف أن حناجرهم بحت في شوارع الرباط للمطالبة بلقائه لكن دون جدوى . ومما أثار استياء المحضريين في تصريحات السيد بنكيران قوله بأنه إذا لم يتسن له تطبيق حكم المحكمة النهائي خلال ولايته فإن رئيس الحكومة المقبل هو من سيطبقه ، ذلك أن المحضريين قرأوا في هذا الكلام إشارات توحي بأن السيد بنكيران سيسعى لكسب المزيد من الوقت وبأن الحكم النهائي بعد الإستئناف والنقض قد يستغرق فترة زمنية مديدة في الوقت الذي كان يأمل فيه المحضريون التعجيل بإنصافهم بسبب تفاقم معاناتهم .