لا زالت تونس تبحث عن طريق معبدة اتجاه الديمقراطية، المتظاهرون المصريون يعودون إلى الشوارع مرة أخرى، أما ليبيا فقد تمكنت من القضاء على القذافي، لكن الرؤية لا زالت غير واضحة للوصول إلى وحدة وطنية. صراع حول السلطة باليمن رغم أن الرئيس تنحى عنها، نظام سوري لا زال يتشبت بشكل كبير بالسلطة، فيما نظّم المغرب الانتخابات البرلمانية، الأولى من نوعها بعد الإصلاحات الدستورية. فهل تكوّن جميع هذه التطورات-بكل مآسيها وتطلعاتها وخيبات أملها-الربيع العربي ؟ فيما يلي بعض الأساطير التي تحيط بالثورات. الربيع العربي لا يرتبط بشيء آخر قد يكون العرب متحدين في الغضب والكبت، لكنهم لا زالوا منقسمين بشكل عنيد بسبب الحدود وكذلك بسبب الأحداث التاريخية والجغرافية، كما تجدر الإشارة إلى أن أية ثورة وأية أحداث غضب تكون، في بدايتها، ذات طبيعة وطنية. هذا زمن جيل الفايسبوك لقد علم شباب الفايسبوك، الذين أشعلوا نار الثورة، أنهم ليسوا المستفيدين الرئيسيين منها، فقد سلبوا عقول الغربيين وكسبوا ودهم، لكنهم عانوا من نقص التجربة، التي تعتبر في آخر المطاف أمرا جد مهم. يجب على الإسلاميين التوازن ليتسلموا السلطة بالشرق الأوسط وهذه قراءة خاطئة، فأينما نجح الإسلاميون، كما في تونس، فإن ذلك يعود إلى استفادتهم من أخطاء الماضي. والآن، لا يمكنهم الاستغناء عن التعامل مع الطبقة الوسطى أو الدول الغربية التي يعتمدون عليها في التجارة والسياحة. لم يعد هناك اهتمام بالقضية الفلسطينية بشكل كبير تحطّمت هذه الأسطورة حين هاجم المصريون السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، فالثورات العربية لم تندلع لأجل القضايا الخارجية كالصراع الفلسطيني الإسرائيلي أو السياسة الغربية بالمنطقة، غير أن شعور الحقد اتجاه أمريكا وإسرائيل لم يخفت (ولماذا سنتوقع هذا؟). الغرب يمكنه أن يحدد مصير العرب هذه هي الأسطورة التي يجب أن تموت، فالدول الغربية لا يمكنها القيام بذلك، حتي في ليبيا، البلد الوحيد الذي عرف تدخلا غربيا. إن شقا كبيرا من نجاح التونسيين-مهما كانت التحديات التي تواجههم- هي أنهم أسقطوا الديكتاتور بأنفسهم، وبالتالي يبقى السؤال مفتوحا: هل سيتمكن آخرون من اتباع خطوات التونسيين. روجيه هاردي هو مؤلف كتاب “الثورة الإسلامية: رحلة داخل الإسلام السياسي”، وهو أستاذ زائر بمركز الدراسات الدولية ببريطانيا.