حل نواب من أمريكا اللاتينية، أعضاء في المؤسسة العالمية الإفريقية – اللاتينية، اليوم الخميس بالعيون، للاطلاع عن قرب على دينامية التنمية السوسيو-اقتصادية التي تشهدها الأقاليم الجنوبية للمملكة. وتهدف هذه الزيارة، التي تتزامن مع تخليد الذكرى السادسة والأربعين للمسيرة الخضراء، إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية والتجارية والثقافية بين بلدان أمريكا اللاتينية والمغرب. وقال رئيس المؤسسة العالمية الإفريقية – اللاتينية، أنطونيو يلبي أغيلار، خلال مباحثات مع والي جهة العيون – الساقية الحمراء عامل إقليمالعيون عبد السلام بكرات، إن الزيارة تروم تعزيز أسس التبادل والتفاهم بين المملكة وبلدان أمريكا اللاتينية. وأشار إلى أن الزيارة تتوخى كذلك الاطلاع على التقدم السوسيو-اقتصادي الذي تم إحرازه خلال السنوات الأخيرة في الجهات الجنوبية للمملكة، والجهود المبذولة لتحسين ظروف عيش الساكنة المحلية. من جهته، استعرض والي الجهة المراحل التاريخية والتطورات الأخيرة لملف الصحراء المغربية، مؤكدا أن مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية يظل الحل الواقعي الوحيد لهذا النزاع الإقليمي المصطنع. وسجل السيد بكرات أن الاستحقاقات الأخيرة لثامن شتنبر أسفرت عن انتخاب ممثلين شرعيين لساكنة الأقاليم الجنوبية على المستويات المحلية والجهوية والوطنية، مشيرا إلى أن نسبة المشاركة القياسية، التي بلغت حوالي 70 في المئة بهذه الجهات، تؤكد مرة أخرى تشبث سكان هذه الجهات بمغربيتهم. وأوضح أن حوالي 4000 منتخب من الجهة يساهمون في تصميم وتطوير وتنزيل البرامج والمشاريع التنموية في الجهة. وفي مقر جماعة العيون، اطلع أعضاء الوفد على الخطوط العريضة للنموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس في 2015. وأبرز رئيس المجلس الجماعي للعيون، مولاي حمدي ولد الرشيد، أن النموذج التنموي مكن من تغيير وجه الأقاليم الجنوبية من خلال إنجاز العديد من الأوراش الكبرى. وأشار، في هذا الصدد، إلى الطريق السريع تزنيت – الداخلة، ومحطات تحلية مياه البحر، والسدود، والطاقات المتجددة، والتهيئة الحضرية، وكلية الطب والصيدلة، إضافة إلى ميناء الداخلة الأطلسي. كما ذكّر السيد ولد الرشيد بالاستثمارات الكبرى التي أطلقتها الدولة منذ استرجاع الصحراء المغربية بعد المسيرة الخضراء في 1975، بهدف الارتقاء بمستوى عيش الساكنة وتسريع معدل النمو الاقتصادي في الجهات الجنوبية للمملكة. من جانبهم، قدم أعضاء وفد أمريكا اللاتينية تجارب بلدانهم في مجال الجهوية واللاتمركز. ويتكون الوفد المرافق لرئيس المؤسسة العالمية الإفريقية – اللاتينية من السادة كارلوس روميرو بونيفاز، مستشار رئاسي بوليفي، وخوان بارتولومي بورغو، نائب بيروفي، وميغيل فارغاس ميندوزا، نائب مكسيكي. والتقى أعضاء الوفد، أمس الأربعاء بالرباط، رئيس مجلس النواب، راشيد الطالبي العلمي، من أجل بحث تعزيز العلاقات بين البرلمان المغربي ونظرائه من أمريكا اللاتينية.