أصدر المعهد الملكي للدراسات الإستراتيجية تقريرا استراتيجيا بعنوان "نحو عالم جديد لما بعد كوفيد 19؟". وأوضح المعهد، في بلاغ ، أنه انكب، من خلال هذا التقرير، في تفكير عميق من أجل فهم الرهانات الحالية، مع استحضار "شبه استحالة" استشراف المستقبل والصعوبة في تنفيذ السياسات العمومية الملائمة في عالم يستمر فيه انتشار فيروس كورونا المستجد. ويشكل هذا التقرير، وهو النسخة السادسة من سلسلة تقارير المعهد تحت عنوان "بانوراما المغرب في العالم"، على منهجية تحليلية استشرافية تتبع ثلاث مراحل: الفهم والتوقع المستقبلي وتقديم الاقتراحات. ويتعلق الأمر في المقام الأول، يبرز المصدر ذاته، بإلقاء أكبر قدر ممكن من الضوء على جوانب الأزمة الناجمة عن جائحة فيروس كورونا بهدف استيعاب حجمها الحقيقي وفهم معالم عالم ما بعد كوفيد-19 بشكل أفضل. ويسعى التقرير ، من جهة أخرى، إلى تحديد براعم التحول التي نشأت في العقليات والممارسات، من أجل فك غموض الأحداث واستجلاء معالم المستقبل، على الرغم من الشكوك الحالية. أما الهدف الثالث، فيتعلق باقتراح بعض التوجهات الإستراتيجية ترمي، من جهة، إلى زيادة مرونة الأنظمة المفترض فيها حماية المواطنين، ومن جهة ثانية، التحرر من نماذج اشتغال المؤسسات التي تبدو الآن قد عفا عليها الزمن. وحسب البلاغ يقدم التقرير مقترحات تعنى بتسريع تنمية المملكة وتعزيز اندماجها في عالم ما بعد كوفيد، مع توطيد نفوذها الإقليمي والعالمي. وذكر المعهد الملكي للدراسات الإستراتيجية بأنه قام خلال سنة 2019 بصياغة مشروع نموذج تنموي جديد يستند على الحكامة كقاعدة أساسية وعلى أربع ركائز تتمثل في وضع الإنسان في صلب العملية التنموية؛ وإعادة النظر في العلاقة بين الإنسان والطبيعة؛ والتواصل والارتباط بين النطاق المحلي والعالمي "الكوكبة"؛ وتبنى مقاربة القفز على المراحل لمواجهة النمو "الأسي" لمجمل التحولات. وخلص البلاغ إلى أن "أزمة كوفيد-19 أكدت أهمية هذا النموذج وقدرته على تلبية انتظارات وآمال السكان التي لا بد من الاستجابة لها".