بانكوك – جسد المغرب، مرة أخرى، وبشكل لافت، توجهه وريادته الإفريقية بحمله للواء الألوان الإفريقية في حدث "ذي كولور أوف أفريكا" (ألوان إفريقيا) الذي انطلق، مساء الجمعة في بانكوك، بمشاركة العديد من بلدان القارة التي تعرض مميزاتها أمام الزوار من تايلاند وآسيا. وترأس افتتاح الحدث، الذي تنظمه وزارة الشؤون الخارجية التايلاندية بشراكة مع ممثليات دبلوماسية لسبع دول إفريقية في بانكوك، كل من سفير المملكة في تايلاند، السيد عبد الإله الحسني ونائب وزير الشؤون الخارجية التايلاندي السيد فيفجات إسارابهادي. وتعتبر "ألوان إفريقيا"، التي تنظم في أكبر مركز تجاري في بانكوك، "سانترل وورلد"، في قلب حي الأعمال في العاصمة، مبادرة تهدف إلى تمكين الجمهور من فهم أفضل للقارة الإفريقية، وكذا الترويج للفرص التي توفرها إفريقيا في مجالات السياحة، والاستثمارات والتجارة، إلى جانب تعزيز التبادلات الثقافية والتواصل بين الشعوب. ونوه السيد الحسني، في كلمة ألقاها باسم البلدان الإفريقية المشاركة في هذا الحدث، بتايلاند على جهودها الرامية إلى تعزيز العلاقات مع البلدان الإفريقية والتي تجسدت في تحقيق إنجازات مهمة خلال السنوات الأخيرة. وأبرز الديبلوماسي أن تايلاند تعد حاليا أول شريك تجاري لإفريقيا داخل رابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان ، 10 بلدان) وثالث مستثمر في إفريقيا ضمن هذا التكتل الإقليمي الآسيوي، مضيفا أن صادرات هذا البلد نحو إفريقيا بلغت 7,5 مليار دولار (زائد 10 في المائة) في عام 2018، بينما قفزت وارداتها من القارة من 2,8 مليار دولار في 2017 إلى 4,2 مليار دولار في 2018 (زائد 51 في المائة). وقال إنه بفضل ديناميتها الديمغرافية، وإمكانيات نموها، وإطلاقها التاريخي، في يوليوز بنيامي، لمنطقة التجارة الحرة الإفريقية والتي ستحرر الإمكانات الاقتصادية للقارة مع سوق يبلغ 1,2 مليار مستهلك، فإن إفريقيا أضحت شريكا رئيسيا والذي يضمن أعلى عائد للاستثمار في العالم، داعيا المستثمرين التايلانديين إلى الانخراط بشكل أكبر في شراكات مستدامة مع القارة وبناء بالتالي نموذج للتعاون جنوب-جنوب، والذي يضطلع فيه المغرب بدور ريادي على المستوى القاري. من جهته، أشار نائب وزير الشؤون الخارجية التايلاندي إلى علاقات تايلاند الودية مع البلدان الإفريقية وتطلعاتهما المشتركة من أجل تحقيق السلام والازدهار، مؤكدا أن تايلاند تولي اهتماما خاصا لتقوية تعاونها الاقتصادي مع القارة. وقال إن مثل هذه التظاهرات تمثل فرصة لنسج علاقات جديدة، وتعزيز التقارب بين الشعوب وتمكين الفاعلين الخواص من استكشاف فرص الاستثمار. وإلى جانب مشاركة سفارة المملكة في تنظيم هذا الحدث السنوي ، يعزز المغرب حضوره في هذه التظاهرة من خلال إقامة رواق مخصص للتعارف والتبادل مع زوار هذا الحدث الذي تستمر فعالياته لثلاثة أيام. وفي الشق الثقافي، شارك المغرب في عرض للأزياء يسلط الضوء على تراث ملابس البلدان الإفريقية، حيث حظي القفطان والجلابة بالإعجاب. كما يقام في فضاء هذه التظاهرة معرض للصور يظهر روعة المواقع الشهيرة في المملكة ومنتوجات من الصناعة التقليدية المغربية، والذي حظي بتقدير العديد من الزوار من جنسيات آسيوية مختلفة الذين يتدفقون على هذا الفضاء الراقي للتسوق في بانكوك. وجرى حفل افتتاح "ألوان إفريقيا" بحضور كبار المسؤولين بوزارة الشؤون الخارجية التايلاندية، وسفراء بلدان إفريقية، وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين في بانكوك، وممثلين عن فاعلين من القطاعين العام والخاص. ويحرص المغرب، في كافة التظاهرات الإفريقية في بانكوك، على الحضور والاضطلاع بدوره كاملا. وبالتالي فإن دور المغرب معروف ومعترف به ، ما يعزز سمعة توجهه كبوابة لإفريقيا وشريك مهم للتعاون جنوب – جنوب ، الذي يعتبر اختيارا استراتيجيا للمملكة.