قال أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، تاج الدين الحسيني، اليوم الاثنين بالرباط، إن الخطاب الملكي الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى ال20 لتربع جلالته على عرش أسلافه المنعمين، شدد على أن الثورة الحقيقية في القطاع العام مسألة جد مهمة، إذ ترتبط بالعدالة الاجتماعية، التي اعتبرها جلالة الملك ضرورة في المرحلة الراهنة. وأوضح الأستاذ الحسيني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن تقليص الهوة بين الفئات الاجتماعية أصبح ضرورة حتمية في المرحلة الراهنة، مبرزا أن الخطاب الملكي شدد كذلك على ضرورة تجديد النموذج التنموي الوطني، الذي سبق للمغرب أن اعتمده، والذي أبان عن قصوره لكونه "لا يزال عاجزا عن تلبية طموحات المغاربة". وسجل الأستاذ الجامعي، في هذا الصدد، أن جلالة الملك أكد على ضرورة توفر المغرب على نوع جديد من المخططات الخاصة بالقطاعات المختلفة، وكذلك تسريع المبادرة الاقتصادية والنجاعة، لتمكين القطاع الخاص من الاضطلاع بدور مهم وأساسي في هذا الميدان، وذلك بغية تحقيق التطور الاقتصادي، مشيرا إلى أن جلالة الملك تطرق أيضا إلى "تأسيس لجنة خاصة بالنموذج التنموي"، والتي من شأنها أن تكون وسيلة لإنجاح هذا النموذج. على صعيد آخر، قال السيد الحسيني إن الخطاب الملكي جدد التأكيد على أن المغرب متشبث بصحرائه، حيث أكد جلالته أن "المسلك الوحيد للتسوية المنشودة، لن يكون إلا ضمن السيادة المغربية الشاملة، في إطار مبادرة الحكم الذاتي". وذكر أن خطاب العرش جدد الالتزام الصادق بنهج اليد الممدودة تجاه الجزائر في أفق تحقيق عملية الاندماج المغاربي، وقدم نموذجا للتضامن الذي جسدته مباريات الكأس الإفريقية، حيث استعرض جلالته التضامن القوي الذي أبان عنه المغاربة مع الشعب الجزائري بشكل لم يسبق له مثيل، معتبرا أن هذا التضامن يؤكد أن الرابطة قائمة بين شعبي البلدين.