أعلن متحدث باسم مصلحة سجون الاحتلال الاسرائيلي ان الفتاة الفلسطينية عهد التميمي غادرت السجن، اليوم الأحد ، بعد قضائها عقوبة بالسجن مدة ثمانية أشهر لصفعها جنديين اسرائيليين، في واقعة تم تسجيلها بواسطة كاميرا فيديو وحولتها الى رمز للمقاومة الشعبية عند الفلسطينيين. وقال المتحدث باسم المصلحة ان عهد التميمي (17 عاما) ووالدتها التي سجنت أيضا بسبب هذه الواقعة قد تم نقلهما من قبل السلطات الاسرائيلية من سجن داخل اسرائيل الى حاجز يؤدي الى الضفة الغربيةالمحتلة حيث تعيشان. وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتقل التميمي في 19 دجنبر الماضي بعد انتشار مقطع فيديو يظهرها وهي تطرد جنديين إسرائيليين من ساحة بيتها في قرية النبي صالح شمال مدينة رام اللهمسقط رأسها ، ولاحقا اعتقل والدتها ناريمان (40 عاما)، أثناء محاولة زيارتها أول أيام احتجازها. وأظهر الفيديو في حينها الفتاة عهد التميمي مع ابنة عمها تقتربان من جنديين إسرائيليين دخلا منزلهما في القرية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967 وطلبتا من الجنديين مغادرة المكان وقامتا بركلهما وصفعهما. وفي 21 مارس الماضي، حكمت محكمة عوفر العسكرية الإسرائيلية، بالحبس النافذ على عهد ووالدتها لمدة ثمانية أشهر، بالإضافة إلى غرامة مالية بحسب ما ذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة في حينه. ووقتئد ، كانت الفتاة الملقبة فلسطينيا “بالطفلة الشقراء” في عمر (16 عاما) حيث أمضت عيد ميلادها السابع عشر في السجن الإسرائيلي، بينما أقامت عائلتها حفلة لها بمشاركة صديقاتها دون وجودها. وتحضيرا لاستقبال زوجته وابنته أعد باسم التميمي مع أصدقائه وأهالي القرية المراسم بأشكال مختلفة من تزيين المنزل ورسومات ومجسمات. وعشية الافراج عن عهد التميمي ، قال والدها باسم ، الذي يعتبر أحد نشطاء المقاومة الشعبية، في بيان صحفي، إن “لجان المقاومة الشعبية أعدت برنامج لاستقبال زوجته وابنته حيث ستكون أولى محطات برنامج الاستقبال بالقرب من الحاجز من قبل ذويها وأهلها وممثلي اللجان والفصائل”. وتابع، أنه “بعد ذلك سيتم التوجه إلى مدينة رام الله حيث ستقوم عهد ووالدتها بوضع إكليل من الزهور على ضريح الرئيس الراحل ياسر عرفات ومن ثم صرح شهداء القرية على أن تعقد لاحقا مؤتمرا صحفيا للحديث عن تجربتها في الأسر والاعتقال وتحديها للجنود الإسرائيليين”. وأشار، إلى أن عهد وجيلها سيكونون على مقدرة لإنهاء الاحتلال، معتبرا أن الاحتضان الذي لاقته عهد وستلاقيه غدا هو بمثابة الاحتضان للفكر الثوري المقاوم بشتى الوسائل لهذا الاحتلال. وفي السياق ذاته، قام رسامان ايطاليان الأسبوع الماضي برسم لوحتين جداريتين لعهد على جدار الفصل الإسرائيلي في الضفة الغربية استعدادا لاستقبالها وتضامنا معها.ويبلغ ارتفاع اللوحتين اللتين رسمتا قرب مدينة بيت لحم جنوبالضفة الغربية أربعة أمتار. كما سبق للرئيس الفلسطيني محمود عباس ان أشاد بالفتاة عهد وشجاعتها في عدة مناسبات. وسبق للفتاة التميمي أن اشتهرت قبل عدة سنوات بصورة لها عندما كانت تبلغ 11 عاما من عمرها وهي تتحدى قوات إسرائيلية لمنع اعتقال شقيقها الذي لم يتجاوز في حينه 12 عاما. يذكر ان قوات الاحتلال الاسرائيلي تعتقل قرابة 7 آلاف أسير فلسطيني في سجونها بينهم حوالي 400 طفلا .