وأوضح السيد ناصر بوريطة، في لقاء صحفي في أعقاب المباحثات التي أجراها مع الأمين الدائم لمجموعة 5 الساحل السيد مامان سامبو سيديكو ، أن هناك تقاطعات بين رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس ورؤية مجموعة 5 على مستوى عدد كبير من النقاط من أجل التصدي للتحديات التي تواجه بلدان منطقة الساحل ولاسيما في مجال الحكامة السياسية والتحديات البيئية والديمغرافية والتأخر الاقتصادي وكذا العوائق الاجتماعية. وأضاف الوزير أن الأمر يتعلق برؤية إرادية حيث تتولى الريادة فيها بلدان المنطقة التي يتعين عليها تطوير رؤاها الخاصة وتصوراتها وتقديم حلول للمشاكل التي تواجهها مع الاعتماد في الآن نفسه على دعم الفاعلين الاقليميين والمجتمع الدولي. وأبرز أن هذه الرؤية تقوم أيضا على تثمين الموارد مع التعامل بشكل واقعي مع التحديات التي يجب التصدي لها، مشيرا إلى أنها تتصف بطابعها الشمولي حيث لا تنحصر في الجانب الأمني وإنما تشكل أيضا الجوانب الاقتصادية والاجتماعية. وأكد السيد ناصر بوريطة أن المغرب يعد، بالنظر إلى المعطيات الجيو استراتيجية وإلى الروابط الانسانية والتاريخية، بلدا ينتمي إلى منطقة الساحل، موضحا أن كل ما يقع في هذه المنطقة يؤثر في شمال افريقيا وجنوب أوروبا وهو ما يفرض تعبئة المجتمع الدولي من أجل دعم هذا التجمع من البلدان. كما أشار الوزير إلى الأهمية التي يوليها المغرب لهذه المنطقة، مذكرا في هذا الصدد بأن المملكة عبرت، خلال المؤتمر الدولي حول الساحل التي انعقد في فبراير الماضي، عن دعمها للمبادرة الخاصة بمجموعة 5، باعتبارها مبادرة تمثل تحولا هاما في مقاربة الدول الافريقية إزاء المشاكل والتحديات التي تواجهها القارة. وأضاف أن هذه المبادرة، التي يدعمها المغرب، ستنجح بكل تأكيد لأن الأمر يتعلق بتحالف يتجاوز إطار التجمعات الاقتصادية والاقليمية مثل المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (سيدياو) إلى تحالف قررت فيه الدول تكثيف جهودها وتوحيد مواردها من أجل مواجهة تحدياتها المشتركة. كما مكنت المباحثات التي تم إجراءها على مدى يومين مع السيد مامان سامبو سيديكو، من تحديد أوجه ومجالات التعاون انطلاقا من تقاليد التعاون القائمة بين المغرب وبلدان مجموعة 5 الساحل ، ومن الالتزام العريق للمملكة إزاء هذه المنطقة وكذا الالتزام الشخصي لصاحب الجلالة من أجل تنمية وضمان أمن الدول الخمس التي تشكل هذه المنطقة.