نظّم مركز مساواة المرأة عبر موقعه الإلكتروني حملة “مناهضة حجاب الصغيرات” تحت شعار “حتى لا تعيش الفتيات في عتمة دائمة”، والتي تستهدف صغيرات ذات ثلاث وأربع وخمس وعشر سنوات يشعرن أنهن عورات عليهن أن يختبئن ويخفين شعرهن، دون أن يكون لهن أي علم أو قدرة على فهم الأديان وقواعدها. ووجه المركز دعوة لكافة المؤسسات الإنسانية والتشريعية للاشتراك في هذه الحملة في بيان حصلت “العربية.نت” على نسخة منه، حيث نص على أنه خطر كبير يجتاح الطفولة ويسرق البراءة، وفيه انتهاك للطفولة البريئة، التي لا تعرف شيئا عن الحرام والحلال. ونبه المركز كل المنظمات الحقوقية بالقول: “صغيراتنا في خطر يأخذهن نحو العتمة والضعف النفسي وعدم الاستقرار، إلى الجميع ولا نستثني أحدا، وإلى كل من يحمل ذرة ثقافة وتحرر وتطور أن يهتم بالموضوع كل من موقعه، على الجهات التشريعية أن تتصدى لحجاب الصغيرات وتمنعه بقوانين صارمة، الجهات الإسلامية عليها توضيح الأمر وتصحيحه، لأن الصغيرات في عتمة، وعلى الجهات الحاكمة الالتزام والتنفيذ من أجل حماية الطفولة وبناء المجتمعات السليمة”. حجاب الصغيرات.. عفة والتزام وصرحت غالبية الفتيات ل”العربية.نت” أنهن ارتدين هذا الزيّ بناء على أوامر أولياء أمورهن واقتداء بأساتذتهن والمقربين منهن، إلا أن انبهارهنّ بهذا الزي لدى الكبار جعلهن يصررن على ارتدائه، وهنّ لم يتجاوزن بعد السابعة والعاشرة من العمر. وكشفت مريم تلميذة في الصف الابتدائي، تبلغ من العمر 10سنوات عن سبب ارتدائها الحجاب بأن والدها هو من ألزمها بارتدائه خوفا عليها من التحرش من زملائها، خاصة أن الوالد يعمل إمام مسجد. في حين صرحت زميلتها أسماء بأن والدتها “مُدرسة بدار قرآن” ألزمتها بارتداء الخمار لأنه فرض إسلامي ستؤجر عليه إذا قامت بالتدريب عليه وهي صغيرة، وإذا لم تفعل ستدخل النار، وهي كاسية عارية، على حد قولها. مظهر للتقليد الاجتماعي للكبار وترى كريمة ودغيري الباحثة في علم الاجتماع أن ظاهرة حجاب الصغيرات تشكل مظهرا من مظاهر التقليد الاجتماعي للكبار، مشيرة إلى أن هذا النوع من الحجاب للصغيرات يشكل تهديدا لبراءة الطفولة وانتهاكا صارخا لحقوق هؤلاء الطفلات خاصة بزرع ثقافة “الجسد المستلب”، الذي هو بمثابة عورة ينبغي الحفاظ عليه من وجهة نظر متطرفة بعيدة عن جوهر الدين الإسلامي. وأضافت، هذه الظاهرة خلقت ازدواجية في التفكير عند هؤلاء الطفلات الصغيرات وصعوبة في التمييز ما بين الانفتاح والتحرر الفكري، وما بين التشدد والتطرف مما سيخلق لهن صراعا مع الذات يتحول فيما بعد إلى رفض للواقع في انعزال تام عن العالم الخارجي, واستطردت ودغيري في القول: ستعزّز الظاهرة الفوارق الاجتماعية وتقسم المجتمع إلى فئتين، وهذا ما سيخلق صراعا اجتماعيا مبنيا على أجندات عقائدية أكثر منها مادية”. جدير بالذكر أن مركز مساواة المرأة دأب على تنظيم حملات تأتي في سياق تحقيق ما يشدو إليه من “دعم وتقوية الحركة النسوية المناضلة من أجل الدفاع عن الحقوق المدنية والاجتماعية والإنسانية للمرأة للوصول إلى المساواة الكاملة، والتصدي للعنف والتمييز الجنسي ضد المرأة”.