كشف المندوب السامي للتخطيط، أحمد الحليمي، خلال ندوة مساء أمس الأربعاء، أن معدل الفقر متعدد الأبعاد قد انخفض في المغرب بنسبة 9.4 بالمائة خلال عشر سنوات. وقال أحمد الحليمي، خلال ندوة أقامتها مندوبيته بالرباط لاستعراض نتائج خريطة الفقر بالمغرب 2014، إن عدد المغاربة الذين يرزحون تحت رحمة الفقر متعدد الأبعاد انتقل من 7.5 ملايين سنة 2004، إلى 2.8 ملايين سنة 2014. المقياس يعتمد على مستوى دخل الاسرة، اليوم لا توجد إمكانية لمعرفة دخل الأسرة، لأن الأسر لا يمكنها التصريح بدخلها خلال الأبحاث الميدانية. وقال الحليمي إن النتائج تؤكد أن الفقر في المغرب قد انخفض، لكنه انخفاض تستفيد منه المدن، ”فيما الفقر ما زال كما كان عليه دائما في البادية، إذ أن البادية ماتزال تعد معقل الفقر بالمغرب.” ” وهذا تشرحه حتى نتاج الفقر النقدي، حيث وجدت أنه في المدن هناك 330 ألف مواطن في المدن يعاني من الفقر النقدي، في حين أن هناك مليون 300 ألف شخص في البادية. تقريبا نفس الظاهرة تؤكدها نتائج الفقر متعدد الأبعاد 2 مليون و800 ألف شخص يعاني إجمالا، معظمهم في البوادي. وبلغة الأرقام، يقول الحليمي، فإن عدد المواطنين الذين يعانون من الفقر متعدد الأبعاد في الوسط الحضري لا يتجاوز 400 ألف، في حين يصل عددهم في البوادي إلى 2.4 مليون شخص، حيث يرتفع معدل انتشار الفقر ‘كما هو معلوم إلى 17.7 بالمائة بالعالم القروي.” وخلص الحليمي إلى أن هذه الأرقام تؤكد حقيقة أن الفقر يصعب تحمله في جميع الحالات وجميع الأوساط، “لكنه يبقى بالمغرب ظاهرة قروية بامتياز.” يشار إلى أن مقاربة الفقر متعدد الأبعاد، التي اعتمدتها المندوبية السامية للتخطيط من أجل إنجاز خريطة الفقر بالمغرب، تؤاخذ على مقياس الدخل ومحدوديته لقياس مستوى فقر الأسر، مستبدلة إياه بمجموعة من الأبعاد تحيل في مجملها على الظروف المعيشية في شموليتها. وبهذا، فمستوى الفقر، وفق هذه المقاربة، يتحدد بمدى تحقيق هذه الأبعاد للحاجيات السوسيو ثقافية الأساسية للأسرة، مثل ظروف السكن والخدمات الأساسية وإمكانية الأسرة على مستوى التنقل والتطبيب.