من غرائب تهريب البشر: الحريك بأي ثمن ألقت قوات الحرس المدني الإسباني في مليلية المحتلة، صبيحة الثلاثاء 5 يونيو الجاري، القبض على مواطن مغربي تم إيقافه وهو يخبئ مهاجرا إفريقيا تحت كرسي سيارته، بهدف تهريبه إلى المدينة المغربية المحتلة. وجرى إيقاف السيارة عند المعبر الحدودي لمليلية، بمنطقة بني نصار، حيث تم تعريض السيارة لجهاز “كشف نبض القلب”، أو ما يعرف ب” Detector de Latidos”، ليتبين وجود شخص ثان داخل السيارة تم العثور عليه تحت الكرسي الأمامي. ويتحدر المهاجر من دول جنوب الصحراء، ولا يتجاوز عمره 27 عاما، وقال المهاجر لرجال التحقيق، إنه قدم من دولة مالي، ولم يكن يحمل أي أوراق تثبت هويته. هذا، وجرى اعتقال هذا المهاجر إلى جانب المغربي صاحب السيارة، والمتابع بتهمة تهريب البشر، ويدعى (م.ل)، 28 عاما، وهو الذي كان يقود السيارة من نوع “رونو 12″، بيضاء اللون، ويخبئ بداخلها المهاجر الإفريقي، في واحدة من أبشع صور تهريب البشر على الحدود المغربية المحتلة بمليلية. وتم إخراج المهاجر الإفريقي من تحت كرسي السيارة المذكورة، وهو في حالة من الشرود، وفي وضعية صحية صعبة، ويكاد لا يقوى على التنفس. وتأتي هذه الصورة الصادمة والناطقة ببشاعة عمليات تهريب البشر، بعدما تراجع نزوح المهاجرين من دول جنوب الصحراء نحو المغرب، والذين كانوا يحطون رحالهم هنا، في انتظار ترتيب فرصة العبور باتجاه إسبانيا، حسب أجندة مهربي البشر الذين تراجعت عملياتهم، على خلفية الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعرفها إسبانيا منذ أزيد من سنتين، وهو ما دفع بالعديد من المهاجرين المغاربة وغيرهم إلى العودة نحو بلدانهم، بينما ظل عدد من المهاجرين الأفارقة متسترين وفارين بالمغرب، لا يستطيعون العودة إلى بلدانهم، بسبب الفقر والمجاعات والحروب والنزاعات السياسية والعرقية، ولا يتمكنون من العبور نحو إسبانيا، بداعي التراجع المطلق للطلب على اليد العاملة، في ظل أزمة اقتصادية خانقة دفعت الإسبان أنفسهم إلى التفكير في الهجرة نحو دول الشمال الأوربي وبلدان الخليج العربي، فضلا عن المغرب.