أكد المغرب، اليوم الأربعاء، الحاجة إلى اعتماد استراتيجية إعلامية شاملة لتصحيح الصورة الخاطئة عن الإسلام من خلال شبكات التواصل الاجتماعي التي باتت اليوم الأداة الأقوى تأثيرا اليوم على الفرد والمجتمع. جاء ذلك في كلمة للمغرب خلال المؤتمر الإسلامي لوزراء الإعلام في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي المنعقد حاليا في دورته ال11 بجدة تحت شعار "الإعلام المتجدد في مواجهة الإرهاب والإسلاموفوبيا". وجدد المغرب في الكلمة، التي ألقاها نائب المندوب الدائم لدى المملكة بالمنظمة عبد الله باباه، إدانة المملكة المطلقة ودون تحفظ لجميع أشكال الإرهاب والتزامه التام بالمشاركة في التطبيق الفعلي لأي عمل شمولي لمواجهة هذه الآفة المجتمعية بكل الوسائل الممكنة. وذكر بأن المغرب يضطلع بدور ريادي في مواجهة الإرهاب والجماعات المتطرفة، مستندا في ذلك إلى استراتيجية وطنية شاملة ومتطورة لمحاربة هذه الآفة بكل أبعادها، ومرتكزا على مقاربة واقعية واستشرافية تعتمد على الحكامة الأمنية وملاءمة الإطار القانوني مع تطور الظاهرة الإرهابية ومعالجة الهشاشة الاجتماعية والحفاظ على الهوية والقيم الدينية والثقافية للمجتمع المغربي. وكان رئيس الدورة الحالية للمؤتمر وزير الثقافة والإعلام السعودي، عادل بن زيد الطريفي، أكد في افتتاح أشغال الاجتماع أن الأزمات التي يمر بها العالم الإسلامي تستدعي من الدول الأعضاء في المنظمة تضافر الجهود ووحدة الصف تحقيقا لتطلعات الشعوب الإسلامية، معربا عن الأمل في أن تكون الدورة الحالية منطلقا لإصدار ميثاق إعلامي إسلامي يختص بمكافحة ظاهرتي الإرهاب والإسلاموفوبيا. وأوضح أن السعودية قدمت مشروع قرار بشأن دور الإعلام في مكافحة الإرهاب يدعو إلى إدانة وتجريم وسائل الإعلام التي تروج وتحرض على الإرهاب وتدعمه وتموله، مؤكدا أن مشروع القرار "لاقى استحسان ودعم الدول الأعضاء في المنظمة". ومن جهته، قال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، يوسف العثيمين، إن "مواجهة ظاهرة الإرهاب، التي تؤثر على تطور الدول الأعضاء في المنظمة، تستوجب منا تنسيق الجهود وتوحيدها من أجل معالجة أسبابها الجوهرية، واجتثاث هذه الظاهرة الخطيرة من جذورها، بما في ذلك تفعيل معاهدة منظمة التعاون الإسلامي لمحاربة الإرهاب". وأبرز أهمية "دور وسائل الإعلام في التصدي لهذا الفكر الإرهابي عبر استخدام ذات الوسائل الإعلامية ونفس وسائط التواصل الاجتماعي من قبل متخصصين في الإعلام لتوجيه رسائل إعلامية تفضح ادعاءات الفكر الإرهابي وتظهر الوجه الحقيقي للإسلام الذي يدعو للتسامح والوسطية والتعايش السلمي لشعوب العالم". ومن المرتقب أن تعتمد الدورة الحالية للمؤتمر، إلى جانب الاستراتيجية الإعلامية للمنظمة، قرارات تهم أساسا التصدي لظاهرة الإسلاموفوبيا، ودور وسائل الإعلام في مساندة القضية الفلسطينية والقدس الشريف، وتعزيز الظهور الإعلامي للمنظمة وإبراز عملها المتنوع للجمهور العريض داخل الدول الأعضاء وخارجها، وتمكين المرأة من خلال وسائل الإعلام.