بعد رفضها دعم مشروع فرنسي لوقف إطلاق النار في سوريا، عادت موسكو لتبدي استعداداها للعمل على هذا المشروع، الذي ستطرحه فرنسا للتصويت في مجلس الأمن وقال وزير خارجية فرنسا لنظيره الروسي في موسكو : "لا شيء يبرر حمم النار".أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم الخميس (السادس من أكتوبر 2016) أن موسكو مستعدة للعمل على مشروع قرار وقف اطلاق النار في حلب، الذي قدمته فرنسا في مجلس الأمن الدولي إلا أن لافروف اشترط مع ذلك ألا يتعارض مشروع القرار مع "المقاربات المبدئية الواردة في الاتفاقات الروسية الأميركية، وأن ياخذ بعين الاعتبار القرارات التي سبق وأن اتخذها مجلس الأمن والمجموعة الدولية لدعم سوريا"، بحسب وكالة سبوتنيك الروسية وقال لافروف عقب مباحثات الخميس في موسكو مع نظيره الفرنسي جان مارك أيرولت: "المباحثات مع وزير الخارجية الفرنسي كانت مفيدة". وأكد للصحفيين أنه يعتقد أن التعديلات الروسية على الاقتراح الفرنسي بشأن وقف إطلاق النار، سيكون في الاعتبار أثناء دراسة مجلس الأمن الدولي إصدار قرار بشأنه. ومن المقرر أن يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند في باريس في 19من الشهر الجاري لمناقشة خطة وقف إطلاق النار، حسبما قال لافروف اليوم. وأضاف أن روسيا تتوقع أن تكون المحادثات " بالغة الأهمية". وذكر وزير الخارجية الروسي أن تنفيذ الاتفاقيات الروسية – الأمريكية حول سوريا غير ممكن حتى الآن وتابع: "الجانب الأمريكي خلال المرحلة الحالية غير قادر مع حلفائه ضمن التحالف بقيادة واشنطن توفير الفصل بين المعارضة المعتدلة والإرهابيين من "جبهة النصرة"." وأكد وزير الخارجية الروسي، "موسكو تعلم أن الاتحاد الأوروبي صاغ خطة إنسانية حول حلب...لقد رأينا هذه الخطة – الوثيقة، ونرى أنها تستحق البحث والاهتمام. نؤكد أن السلطات السورية وافقت على فتح مقر إنساني للاتحاد الأوروبي في دمشق ردا على طلب الاتحاد الأوروبي". أيرولت للافروف: "لا شيء يبرر حمم النار" وفي تصريحات للصحفيين، بعد لقائه مع لافروف حذر وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت، من أن القصف العشوائي لمدينة حلب يدفع أعضاء السكان المحليين للانضمام إلى الجماعات الإرهابية وقال: "أعمال القصف تخلق جهاديين جددا، وهو الأمر الذي يتعين وقفه"، وأضاف أمام لافروف أن "لا شيء يمكن أن يبرر حمم النار والقتلى" في حلب، معتبرا أن روسيا الحليف الرئيسي للنظام السوري يجب ألا تتساهل أيضا مع هذا الوضع. وكانت فرنسا أعلنت عزمها طرح مشروع قرار لها يتعلق بسوريا على التصويت في مجلس الأمن في نهاية هذا الاسبوع، ويتضمن وقفا لاطلاق النار. وفي هذا الإطار زار أيرولت موسكو على أن يزور الجمعة واشنطن. ويطالب مشروع القرار بوقف القصف على حلب وإقرار آلية مراقبة لوقف اطلاق النار. ويعتبر المسعى الفرنسي داخل مجلس الأمن آخر محاولة لدفع النظام السوري وحليفه الروسي إلى وقف القصف على الأحياء الشرقية من حلب التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة. وكانت روسيا أعلنت قبلا أنها لا تدعم مشروع القرار الفرنسي، وتعتبره "مسيسا" من دون أن تكشف ما إذا كانت ستستخدم الفيتو لعرقلته.