تحت شعار :” التربية و التنمية المستدامة” اختتمت مساء يوم الثلاثاء 17 مايو الجاري بالمدرسة العليا للأساتذة بتطوان بجامعة عبد المالك السعدي فعاليات الدورة الأولى للنموذج المصغر لهيئة الأممالمتحدة ، بشراكة مع مؤسسة تمكين والمدرسة الأمريكية بطنجة. “أكورا بريس” التقت على هامش هذا النموذج المصغر لهيئة الأممالمتحدة بالأستاذة “كريمة القضاوي” المديرة التنفيذية لمؤسسة تمكين والمشرفة على تأطير هذا النموذج ضمن مجزوءة الحياة المدرسية، والتي قربتنا أكثر من التفاصيل حول هذا النموذج الأول من نوعه في الجامعة المغربية، فكان لنا معها الحوار التالي: أهلا بالأستاذة “كريمة القضاوي” بالجريدة الالكترونية أكورا بريس، بداية هلا أعطيتنا تعريفا عن “مؤسسة تمكين”؟ مؤسسة تمكين هي مؤسسة جماعية للتنمية البشرية والتي تهدف إلى إبراز القدرات الذاتية للإنسان في إطار جماعي، انطلاقا من الإيمان القوي بقدرة الإنسان حسب مقولة: “كل إنسان لديه قدرات”.
كيف جاءت فكرة تنظيم نموذج هيئة الأممالمتحدة المصغرة بالمدرسة العليا للأساتذة بتطوان ؟ أولا الفكرة جاءت في اجتماع تقاسم المعرفة بين الأستاذ “خالد الحداد” خريج المدرسة العليا للأساتذة شعبة التاريخ والجغرافيا مع الأستاذ “نبيل العلمي” أستاذ مادة التاريخ في المدرسة الأمريكية في مقر مؤسسة تمكين، حيث تقاسم فكرة النموذج والذي قاموا بإنجازه تلاميذ المدرسة الأمريكية في نسختها الثالثة، بالإضافة إلى أن هذا النموذج يدخل في إطار تركيبة “الحياة المدرسية” والذي يمكن أساتذة المستقبل من فهم واستيعاب أفضل لمضمون التركيبة، كما أن الرؤية الإستراتيجية لسنة 2030 تشمل في أهدافها و مقاييسها المقياس رقم 15، أن تنفتح المدرسة على المحيط.
لما تم اختيار أطر المسلك الجامعي تخصص التاريخ والجغرافيا لاحتضان هذا النموذج الأول من نوعه في الجامعة المغربية؟ اختيار أطر المسلك الجامعي تخصص التاريخ والجغرافيا ليس وليد الصدفة، أولا، جاء الاختيار بناء على تجربة ورشات تمكين مع طلبة هذا المسلك، ثانيا، من خلال ما لمسناه من حماس ورغبة في خوض غمار هذه التجربة سواء من طرف الطلبة أو من جانب أساتذة المسلك الذين اظهروا مستوى جد متميز في رغبة العمل وتوفير الظروف بكل مهنية، دون إغفال إدارة المدرسة العليا للأساتذة والتي أبدت الرغبة والحماس للقيام بهذه التجربة التربوية السباقة في المدرسة العليا للأساتذة.
ماهي التحديات التي واجهتكم أثناء الاشتغال على هذا النموذج؟ في الحقيقة لا يمكن أن نتكلم عن التحديات دون أن نتكلم عن الفرص التي توفرها تلك التحديات خصوصا التنظيمية منها والتنسيق بين اللجن مع تحديد مسؤولية واختصاصات كل مشارك على حدة. لكنها تبقى فرصة للتعلم خصوصا وعي المشاركين بأهمية العمل الجماعي وكيف أن العمل الذي يقوم به أحد المشاركين هو مرتبط ارتباط وثيق بالجماعة مما يعني أن نجاح الفرد هو في الحقيقة نجاح الجماعة وهذا يمثل جزء من مقاربة وفلسفة تمكين.
ما الهدف المنشود من تنظيم هيئة الأممالمتحدة المصغرة في الجامعة المغربية؟ من بين الأهداف وراء تنظيم الأممالمتحدة المصغرة في الجامعة المغربية يتجلى في اكتساب الطلبة المتخرجين من المدرسة العليا للأساتذة للخبرة في تنظيم هذا النوع من الأنشطة البيداغوجية خصوصا أن بلدان عربية أخرى قامت بتنظيم نفس الحدث داخل أروقة الجامعة. من جانب آخر يعتبر هذا الحدث فرصة متميزة بالنسبة للطلبة لتطوير كفاءاتهم التواصلية، أسلوب الإقناع والفكر النقدي من خلال تقنية لعب الأدوار بالإضافة إلى اطلاعهم على كيفية بناء قرارات ومواقف الدول المشاركة في هيئة الأممالمتحدة في الواقع. مع إمكانية نقل هذه التجربة بصفتهم أساتذة المستقبل داخل أقسامهم مع التلاميذ اللذين سيشتغلون معهم.