أجرى رئيس مجلس المستشارين، حكيم بنشماش ، أمس الأربعاء، بمدينة دريسدن سلسلة مباحثات مع عدد من المسئولين الالمان بولاية ساكسونيا، تناولت سبل تعزيز التعاون في عدد من المجالات. وهكذا، تباحث بنشماش مع كل من رئيس البرلمان المحلي لولاية ساكسونيا ماتياس روبلر ، ووزيري العدل والداخلية بالحكومة المحلية على التوالي سيباستيان غيمكو وماركوس أولبيغ. وهمت هذه المباحثات، التي حضرها على الخصوص سفير المغرب بألمانيا عمر زنيبر، المواضيع ذات الاهتمام المشترك بين المغرب وألمانيا، خاصة منها التحديات الأمنية التي يواجهها العالم ، وملف الهجرة ، والجهوية الموسعة ، بالإضافة إلى الشراكة بين البرلمان المغربي، وخاصة مجلس المستشارين، والبرلمان المحلي لهذه الولاية. وأشاد الجانب الألماني خلال هذه اللقاءات، بتجربة المغرب كبلد أصبح نموذجا للاستقرار في المنطقة، وكذا الإصلاحات التي قام بها على مختلف المستويات. واتفق الطرفان على اتخاذ التدابير اللازمة التي من شأنها أن تطلق دينامية جديدة كفيلة بتعزيز التعاون المثمر بين البلدين، في مختلف المجالات وفق شراكة استراتيجية فاعلة، تضع ضمن أولوياتها الأساسية تبادل الخبرات في مجال الجهوية . وأعرب الجانب المغربي، في هذا الصدد، عن رغبته في الاستفادة من تجربة ألمانيا العريقة في مجال الجهوية، خصوصا في جانبها المتصل بتدبير التباين في مستويات النمو بين الجهات. وعبر رئيس مجلس المستشارين في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء عن ثقته الكبيرة بأن آفاقا جديدة واعدة فتحت في وجه العلاقات المغربية الألمانية في شكل مشاريع وأوراش عمل في مجالات محددة مرتبطة أساسا بالجهوية المتقدمة. وأشار إلى أن المسئولين الألمان المقتنعين بدينامية الاصلاحات التي انخرط فيها المغرب ، يدركون أن المملكة تباشر أوراش الإصلاح في محيط جهوي شديد التعقيد ، ويقدرون قيمة استقرارها وجهودها. وأضاف أن المباحثات مكنت من بلورة أوراش عمل في عدد من المجالات التي تدعم جهود المغرب المرتبطة بإنجاح ورش الجهوية المتقدمة مشيرا إلى أن المسئولين الألمان عبروا عن التزامهم بوضع الخبرة الألمانية في هذا المجال رهن إشارة المغرب . وأضاف أنه تم التأكيد على حرص المغرب على تنويع شراكاته الاستراتيجية وإصراره من خلال مبادرات ملموسة على إنضاج الظروف التي تمكنه من إقامة ليس فقط علاقات تعاون عادية في المجلات الاقتصادية والتجارية والسياسية بل حتى وضع مقومات شراكة نموذجية تهم كافة المجالات. وأوضح أن المباحثات تناولت أيضا الاسئلة المتعلقة بالتهديدات الارهابية إذ عبر المسئولون الألمان عن تقديرهم الكبير لمقاربة المغرب في هذا المجال والنموذج الذي يعتمده في المعالجة الوقائية للتصدي لانتشار مخاطر الارهاب والجريمة المنظمة. وأبرز أن الجانب الألماني ثمن عاليا إصرار المغرب على مواصلة العمل في بناء دولة ديمقراطية تتجاوب مع المعايير الكونية لحقوق الانسان إضافة إلى إشادته بالإستراتيجية المغربية في معالجة ملف الهجرة . وخلص بن شماس إلى أن المسئولين الألمان جددوا التعبير عن الرغبة في بحث فرص جديدة لتقوية الاستثمارات الألمانية في المغرب إلى جانب قطاع الطاقات المتجددة ، تشمل السياحة والفلاحة إلى جانب تقوية العلاقات الثقافية. جدير بالذكر أن رئيس مجلس المستشارين، يقوم بزيارة عمل لألمانيا ، خلال الفترة الممتدة إلى غاية 13 ماي، وذلك بدعوة من رئيس البوندسرات (الغرفة العليا للبرلمان الألماني) ، الذي يضم البرلمانات المحلية للولايات.