أقيم مساء يوم الجمعة 1 أبريل 2016 حفل تنصيب السيد مصطفى العادلي واليا للأمن على مستوى الجهة الشرقية خلفا للسيد عبد الباسط محتات،الحفل الذي ترأسه محمد مهيدية والي الجهة الشرقية عامل عمالة وجدة أنجاد،بحضور زهي الدين محمد الذي تم تعيينه مؤخرا مديرا جهويا لمراقبة التراب الوطني ، محمد الدخيسي ،رؤساء المصالح الخارجية، ممثلو الهيئات السياسية و النقابية و المجتمع المدني . استهل الحفل بكلمة محمد مهيدية والي الجهة الشرقية،عامل عمالة وجدة أنجاد، رحب فيهابكل من السيد عبد الله بنمنصور و السيد محمد دخيسي ممثلي المدير العام للأمن الوطني في مراسيم تنصيب والي أمن وجدة الجديد السيد مصطفى عدلي . وأشاد أن هذا التعيين يأتي في إطار تفعيل الإستراتيجية الجديدة التي تنهجها الإدارة العامة للأمن الوطني من أجل تحديث الجهاز الأمني على أساس الكفاءة والمسؤولية و ضبط المعلومة مع سرعة التدخل. كما أنها تنبني أساسا على مقاربتين متكاملتين ، حيث ترتكز الأولى على وضع آلية استباقية ضد الجرائم التي تهدد أمن المواطنين وممتلكاتهم وكذا مؤسسات الدولة ، و تهدف الثانية إلى تأهيل الرأس المال البشري وتعزيزه بالوسائل اللوجستيكية والتكنولوجية و إعادة انتشار العناصر الأمنية لجعلها تتكيف بشكل استباقي للتصدي للمخالفات والأشكال الجديدة للجريمة من قبيل الجرائم الألكترونية وشغب الملاعب فالغاية من هذه الاستراتجية هو تحقيق الأمن النفسي والجسدي للأفراد والمجتمع، وذلك في ظل سيادة الحق والقانون و ترسيخ المفهوم الجديد للحكامة الأمنية. كما جاء في كلمته " لقد انخرط المغرب في كافة الجهود الدولية الرامية إلى توطيد الأمن والاستقرار عبر العالم ، ونستحضر في هذا السياق ما ورد في الرسالةَ الملكيةَ الساميةَ التي وجهها صاحبُ الجلالة الملكُ محمدٌ السادسُ نصرهُ الله وأيدهُ إلى قمة مكافحة الإرهاب والتطرف المنعقدة في نيويورك بتاريخ 29 شتنبر 2015 والتي يدعو فيها جلالة الملك -حفظه الله- إلى" بلورة استراتيجية مندمجة، تشمل أيضا النهوض بالجانب الاجتماعي والتنموي، إضافة إلى الدور الهام للبعد التربوي والديني، في نشر ثقافة التسامح والاعتدال." وانطلاقا من هذه الرؤية الملكية السامية والمندمجة للأمن ، وجب التنويه بالتجربة المغربية الرائدة و الإستباقية في مجال مكافحة الإرهاب و التطرف والحرص على وحدة المذهب الديني بالتصدي لمحاولات نشر التشيع داخل المجتمع.إن المقاربة الأمنية المغربية خلال العقد الأخير تعد نموذجا متفردا في مواجهة الإرهاب والتطرف، و لا غرابة أن يصبح هذا النموذج محط اهتمام دول ومؤسسات إقليمية ودولية بالنظر إلى فعاليته ورؤيته الإستباقية في التعاطي مع التهديدات الإرهابية. لا يَخفى عليكم الموقعُ الاستراتيجيُّ الذي تتبوأه جهة الشرق عموما ومدينة وجدة المجاهدة عبر تاريخها الحافل بالأمجاد والعطاء والتي تواجهُ اليوم عدةَ تحديات متقاطعة والتي تتطلب مواجهة التهديد الإرهابي و مكافحة الجريمة المنظمة كالإتجار في المخدرات و محاربة معضلة الهجرةِ السريةِ ، إلى جانب إعداد مخططات اجتماعية واقتصادية وبيئية من شأنها ضمان الأمن والاستقرار وتوفير فرص الشغل لفائدة الشباب ضمن المكونات الترابية للجهة الشرقية الزاخرة بالثروات الفلاحية والمعدنية والسياحية والبشرية والتي تتطلب تدبيرا عقلانيا وواقعيا. و مما لا شك فيه فإنَّ والي الأمن الجديد و مسؤولي الأجهزةَ الأمنيةَ الأخرى ، مدعوون أكثر مما مضى إلى بذل المزيد من الجهود لجعل أمنَ وسلامةَ الوطن والمواطنين في صلب اهتماماتهم ، تكريسا لمبدأ " شرطة القرب" و اعتمادا لمقاربة أمنية تشاركية تروم التعبئة الفعالة على المستوى الميداني قصد الاستجابة للحاجيات الأمنية الملحة للساكنة ودعم الشعورو الإحساس بالأمن لدى هذه الأخيرة و كذا تقوية روابط الثقة المتبادلة بين الشرطة والمواطن". وفي ختام كلمته جدد التهنئة للسيد مصطفى عدلي والي أمن وجدة الجديد ، متمنيا له كامل التوفيق و النجاح في مهامه الجديدة ، خاصة في نطاق تجسيد سياسة القرب والانفتاح وتكريس روح التعاون بين نساء ورجال الأمن، وفي هذا الإطار استغل هذه المناسبة للتنويه بالسيد زهي الدين محمد الذي تم تعيينه مؤخرا مديرا جهويا لمراقبة التراب الوطني والذي ساهم بفضل حنكته و مهنيته العالية و حسه ألاستباقي في تفكيك العديد من شبكات الجريمة المنظمة والخلايا الإرهابية و اعطاء قيمة مضافة للحكامة الأمنية على صعيد الجهة . كما جدد الشكر للسيد عبدالله بنمنصور، وللسيد محمد الدخيسي ابن المدينة، منوها بما بدله من مجهودات كبيرة وما أسداه من خدمات خلال توليه مهمة والي أمن وجدة والتي كانت حافلة بإنجازات مازالت آثارها الإيجابية ممتدة إلى غاية اليوم، وكذا للسيد عبد الباسط محتات على ما بدله من مجهود خلال مزاولة مهامه .