أكدت عائشة رحال، رئيسة جمعية نساء صحراويات من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان، أن المسيرة الخضراء فتحت الطريق أمام تحرير أقاليم المغرب الجنوبية. وأوضحت الناشطة الحقوقية في كلمة وجهتها للحاضرين بمناسبة تتويجها من قبل المرصد الدولي للإعلام والدبلوماسية الموازية ببروكسل سفيرة للقضية الوطنية، أن المغرب بذل جهودا حثيثة من أجل جعل هذه الأقاليم منطقة نموذجية، مشددة على أن الحل الأنسب والأكثر واقعية ومصداقية للنزاع الإقليمي حول الصحراء يتمثل في الحكم الذاتي.
هذا وأكد العاهل المغربي الملك محمد السادس في خطاب تلفزيوني بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء أن مبادرة الحكم الذاتي “هي أقصى ما يمكن للمغرب أن يقدمه ويبقى تطبيقها رهينا بالتوصل إلى حل سياسي نهائي في إطار الأمم المتحدة”.
يشار إلى أن المغرب بادر باقتراح الحكم الذاتي في أقاليمه الجنوبية كحل لإنهاء النزاع، يمنح منطقة الصحراء حكما ذاتيا موسعا في إطار السيادة المغربية. وقد لاقت هذه المبادرة دعما دوليا واسعا غير أنّ إصرار جبهة البوليساريو على خيار الاستقلال ورفضها التفاوض حول المقترح المغربي، تسبب في تصاعد الأزمة السياسية في ظل ممارسات تعسفية ضد رافضي الأطروحة الانفصالية في تندوف.وسبق أن ندّدت عائشة رحال، بالوضع “الإنساني الكارثي” في مخيمات تندوف تحت سطوة البوليساريو.
وأكدت في تصريحات سابقة ل”العرب”، أنها التقت بالعديد من المنظمات الحقوقية الدولية والإعلاميّين للتباحث حول ملف الصحراء المغربية، مستعرضة الانتهاكات الممنهجة ضدّ سكان تندوف والمتمثلة أساسا في القمع والتنكيل بالمعارضين جسديا ومعنويا والتهجير القسري للأطفال وتعنيف النساء.
واستنكرت تسييس ملف حقوق الإنسان في المغرب ومحاولات التشويه والدعاية المغلوطة من قبل خصوم الوحدة الترابية، حيث أفادت أن “النظام الجزائري يكلّف الموالين له من الصحراويين بالقيام بوقفات احتجاجية وأعمال استفزازية مدفوعة الأجر في الأقاليم الجنوبية المغربية”.
وتعدّ عائشة رحال من أبرز ناشطات حقوق الإنسان الصحراويات اللاتي يدافعن عن نساء تندوف وما يتعرّضن له من قمع واضطهاد من قبل الجبهة الانفصالية، وعليه قام المرصد الدولي للإعلام والدبلوماسية الموازية ببروكسل الذي يرأسه رضوان بشيري، بتكريم الناشطة رحال بشهادة تقديرية على جهودها الفردية للدفاع عن القضية الوطنية، وخصوصا ما حققته مؤخرا في السويد.
وجرى التكريم خلال حفل بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء، حضره منور عالم سفير المغرب لدى الاتحاد الأوروبي، وسمير الدهر سفير المغرب لدى مملكة بلجيكا ودوقية لكسمبورغ. وشهد الحفل أيضا حضور عدد من السفراء والبرلمانيين الأوروبيين وعدد كبير من الإعلاميين الدوليين.
الجدير بالذكر أن جمعية نساء صحراويات من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان، تعدّ من بين أبرز المنظمات الحقوقية في أسبانيا المدافعة عن الوحدة الترابية والرافضة للأطروحة الانفصالية، والملاحظ أن هذه الجمعية تقف بالمرصاد لكل تجاوزات البوليساريو حيث لا تتوانى عن التنديد بممارساتها التعسفية ضدّ الصحراويين، وذلك بإصدار بيانات رسمية للرأي العام وحضور المؤتمرات الدولية حول حقوق الإنسان وتنظيم ملتقيات سواء بالمغرب أو في أسبانيا عن الأوضاع في مخيمات تندوف.