برؤى فنية وجمالية وأدبية، صدر مؤخراً كتاب جديد يشتغل على التعريف بأسماء ألله الحسنى، ويحمل عنوان: "Les Beaux Noms de Dieu"، وميزته الأهم، أنه يجمع بين لوحات تشكيلية أنجزها الرسام والفنان التشكيلي المغربي الحسين ميلودي، مرفوقة بين الفينة والأخرى بقراءات وتفسيرات للكاتب والمؤرخ المغربي محمد الناجي. (صدر الكتاب في حلة أنيقة، باللغة الفرنسية، عن مجلس الجالية المغربية بالخارج (C.C.M.E)، ودار النشر "La Croisée des chemins"، ط 1، 2014، وجاء في 189 صفحة). في تقديم العمل، نقرأ أن جميع لوحات الكتاب، وعددها 22 لوحة رئيسية، اشتغل عليها الفنان ميلودي طيلة الفترة الممتدة بين 1998 و2013، في حين أن مقالات وتعليقات الكاتب الناجي، حُرّرت بين 2012 و2013، وكانت عبارة عن تأملات في بعض أسماء الله الحسنى، مع استشهاد وحيد فقط بمصدر علمي تطرق للموضوع، والحديث عما حرّره النحوي الشهير أبو القاسم عبد الرحمن الزجاجي، (توفي عام 240 ه)، وصاحب كتاب "اشتقاق أسماء الله الحسنى". (نتحدث عن طبعة 2009، الصادرة عن دار الفكر الدمشقية)، واستشهد به المؤلف في ص 14، ونقرأ فيه مثلاً أن سورة "الفاتحة" تضمنت خمسة من أسماء الله الحسنى، أربعة في "آل عمران"، ثلاثة في "النور"، سبعة في "هود"، وهكذا.. النقطة الأخرى، والهامة جداً، أن كل لوحة من لوحات العمل، مُرفقة بتعليق للأستاذ الناجي: الأمر يُشبه حواراً بين الرسام والكاتب، في مبادرة تستحق التأمل والتنويه في آن. مهم جداً التدقيق في تاريخ اشتغال الفنان الحسين ميلودي على اللوحات الفنية البهية التي حفِلَ بها العمل، فقد شرعَ في ذلك منذ 1998، أي قبل منعطف تاريخي في العصر الراهن، عصفت تفاعلاته على الحقول الفكرية والدينية والسياسية والاقتصادية وغيرها من الحقول، والإحالة طبعاً على منعطف اعتداءات نيويورك وواشنطن، في 11 شتنبر 2001. ومعلوم أنه مباشرة بعد هذا التاريخ، سوف تنقسم الأصوات الغربية في التعامل مع الإسلام والمسلمين، هناك في الغرب، بين أصوات متطرفة وأصوات معتدلة: المعتدلة طالبت المتطرفة بعدم اختزال المسلمين في صور نمطية أصرت على اختزالها المنابر الإعلامية والمقاولات الفنية، وفي مقدمتها مؤسسات هوليود، وكان أسامة بن لادن، أحد رموز هذه الصور النمطية بُعيد هذا المنعطف، بينما كانت معالم تلك الصورة، قبل هذا التاريخ، تُختزل تارة في شيخ عربي مهووس بالمال والجنس والسيارات والحانات، أو تُختزل تارة أخرى في "إسلامي" أشعث أغبر، متعطش للدماء والقتل والخراب، على غرار ما نعاين اليوم مع ظاهرة أتباع "الدولة الإسلامية في العراق والشام". مرت سنوات بعد المنعطف، وعاينا اندلاع العديد من الأحداث التي قدمت خدمات مجانية لغلاة الاستشراق وأحزاب اليمين السياسي والديني هناك في المجال التداولي الغربي، ومن يوسعه تجاهل التفاعلات المؤسفة التي رافقت الرسوم الكاريكاتورية الدنماركية سيئة الذكر، أو ملف أسبوعية "شارلي إيبدو" الفرنسية عن المصطفى (صلى الله عليه وسلم)، دون الحديث عن لائحة عريضة من الأفلام السينمائية والبرامج الوثائقية والمؤلفات التي انخرطت مُجدداً في تشويه صورة الإسلام والمسلمين، مع وجود "مادة خام" لا تُقدر بثمن، مقارنة مع "العقود الخوالي"، كانت المادة الخام متوفرة بكثرة، وزائدة عن الحدث مع ظاهرة "الجهاديات"، وفي مقدمتها تنظيم "القاعدة"، وجاءت اليوم مادة خام من "ذهب"، يُغديها تنظيم "داعش". نحن نعيش زمن الصورة (ريجيس دوبريه)، وهذه خاصية أبدع فيها كثيراً العقل الغربي، ومن هنا أهمية العمل الذي نتحدث عنه في هذه المادة، حيث تم الرهان على سؤال الفن والجمال لتمرير صورة مغايرة بالمرة للصور النمطية المتداولة في الغرب حول الإسلام والمسلمين، ناهيك عن أن لغة الكتاب بالفرنسية، موجهة إلى جزء من الجمهور الغربي (الفرنكفوني نموذجاً)، موازاة مع مشاريع أخرى قادمة في الطريق، موجهة إلى باقي الجماهير، من العامة والخاصة على حد سواء. قرأنا لمحمد الناجي مجموعة من الأعمال، لعل أبرزها كتابه "العبد والرعية، العبودية والسلطة والدين في العالم العربي" (صدر باللغات الثلاث، العربية والفرنسية والإنجليزية)، ولكننا اكتشفنا "ناجياً" جديداُ في كتاب "أسماء الله الجميلة"، بنفس أدبي وجمالي في آن، لدرجة أنه في بعض الأحيان، قد يتوهم القارئ أنه يقرأ بعض الشذرات الجمالية بالفرنسية لابن عربي أو أبي حامد الغزالي، من فرط غلبة الإشارة على العبارة. أما لوحات ورسومات الفنان الحسين ميلودي، فالأولى أن تصدر في حقها قراءات عن أهل التخصص: النقد التشكيلي، على قلتهم في الساحة، ولو جاز لنا التطفل البريء بالتعليق، ولو بكلمة على جمالية هذه اللوحات التي يعُجُّ بها العمل، لما وجدنا أفضل من الحديث/ الأثر النبوي الذي جاء فيه: "إن الله جميل يُحبُّ الجمال". أضف تعليق الاسم * البريد الإلكتروني النص * حقل إجباري *
منارة دائما في خدمتكم * * RSS * عبر مواقع التواصل الإجتماعي * تطبيق الأيفون * تطبيق الاندرويد خدمات إعلانات مجلة منارة الأخبار الطقس أوقات الصلاة أبراج أوقات القطار جدول البرامج التلفزية صيدليات الحراسة سينما الصفحات الصفراء، دليل الهاتف إختبار الأنترنت وظائف إمتحانات البكالوريا 2014 رسائل مجانية عقارات سيارات دراجات إعلانات صغيرة ثقافة موسيقى امرأة مشاهير غير عادي للصغار وطنية دولية رياضة اقتصاد علوم وتكنولوجيا حوادث الفيديو الصور من نحن؟ للإعلان على الموقع عن موقع منارة اتصل بنا شروط الاستخدام برؤى فنية وجمالية وأدبية، صدر مؤخراً كتاب جديد يشتغل على التعريف بأسماء ألله الحسنى، ويحمل عنوان: "Les Beaux Noms de Dieu"، وميزته الأهم، أنه يجمع بين لوحات تشكيلية أنجزها الرسام والفنان التشكيلي المغربي الحسين ميلودي، مرفوقة بين الفينة والأخرى بقراءات وتفسيرات للكاتب والمؤرخ المغربي محمد الناجي. (صدر الكتاب في حلة أنيقة، باللغة الفرنسية، عن مجلس الجالية المغربية بالخارج (C.C.M.E)، ودار النشر "La Croisée des chemins"، ط 1، 2014، وجاء في 189 صفحة). في تقديم العمل، نقرأ أن جميع لوحات الكتاب، وعددها 22 لوحة رئيسية، اشتغل عليها الفنان ميلودي طيلة الفترة الممتدة بين 1998 و2013، في حين أن مقالات وتعليقات الكاتب الناجي، حُرّرت بين 2012 و2013، وكانت عبارة عن تأملات في بعض أسماء الله الحسنى، مع استشهاد وحيد فقط بمصدر علمي تطرق للموضوع، والحديث عما حرّره النحوي الشهير أبو القاسم عبد الرحمن الزجاجي، (توفي عام 240 ه)، وصاحب كتاب "اشتقاق أسماء الله الحسنى". (نتحدث عن طبعة 2009، الصادرة عن دار الفكر الدمشقية)، واستشهد به المؤلف في ص 14، ونقرأ فيه مثلاً أن سورة "الفاتحة" تضمنت خمسة من أسماء الله الحسنى، أربعة في "آل عمران"، ثلاثة في "النور"، سبعة في "هود"، وهكذا.. النقطة الأخرى، والهامة جداً، أن كل لوحة من لوحات العمل، مُرفقة بتعليق للأستاذ الناجي: الأمر يُشبه حواراً بين الرسام والكاتب، في مبادرة تستحق التأمل والتنويه في آن. مهم جداً التدقيق في تاريخ اشتغال الفنان الحسين ميلودي على اللوحات الفنية البهية التي حفِلَ بها العمل، فقد شرعَ في ذلك منذ 1998، أي قبل منعطف تاريخي في العصر الراهن، عصفت تفاعلاته على الحقول الفكرية والدينية والسياسية والاقتصادية وغيرها من الحقول، والإحالة طبعاً على منعطف اعتداءات نيويورك وواشنطن، في 11 شتنبر 2001. ومعلوم أنه مباشرة بعد هذا التاريخ، سوف تنقسم الأصوات الغربية في التعامل مع الإسلام والمسلمين، هناك في الغرب، بين أصوات متطرفة وأصوات معتدلة: المعتدلة طالبت المتطرفة بعدم اختزال المسلمين في صور نمطية أصرت على اختزالها المنابر الإعلامية والمقاولات الفنية، وفي مقدمتها مؤسسات هوليود، وكان أسامة بن لادن، أحد رموز هذه الصور النمطية بُعيد هذا المنعطف، بينما كانت معالم تلك الصورة، قبل هذا التاريخ، تُختزل تارة في شيخ عربي مهووس بالمال والجنس والسيارات والحانات، أو تُختزل تارة أخرى في "إسلامي" أشعث أغبر، متعطش للدماء والقتل والخراب، على غرار ما نعاين اليوم مع ظاهرة أتباع "الدولة الإسلامية في العراق والشام". مرت سنوات بعد المنعطف، وعاينا اندلاع العديد من الأحداث التي قدمت خدمات مجانية لغلاة الاستشراق وأحزاب اليمين السياسي والديني هناك في المجال التداولي الغربي، ومن يوسعه تجاهل التفاعلات المؤسفة التي رافقت الرسوم الكاريكاتورية الدنماركية سيئة الذكر، أو ملف أسبوعية "شارلي إيبدو" الفرنسية عن المصطفى (صلى الله عليه وسلم)، دون الحديث عن لائحة عريضة من الأفلام السينمائية والبرامج الوثائقية والمؤلفات التي انخرطت مُجدداً في تشويه صورة الإسلام والمسلمين، مع وجود "مادة خام" لا تُقدر بثمن، مقارنة مع "العقود الخوالي"، كانت المادة الخام متوفرة بكثرة، وزائدة عن الحدث مع ظاهرة "الجهاديات"، وفي مقدمتها تنظيم "القاعدة"، وجاءت اليوم مادة خام من "ذهب"، يُغديها تنظيم "داعش". نحن نعيش زمن الصورة (ريجيس دوبريه)، وهذه خاصية أبدع فيها كثيراً العقل الغربي، ومن هنا أهمية العمل الذي نتحدث عنه في هذه المادة، حيث تم الرهان على سؤال الفن والجمال لتمرير صورة مغايرة بالمرة للصور النمطية المتداولة في الغرب حول الإسلام والمسلمين، ناهيك عن أن لغة الكتاب بالفرنسية، موجهة إلى جزء من الجمهور الغربي (الفرنكفوني نموذجاً)، موازاة مع مشاريع أخرى قادمة في الطريق، موجهة إلى باقي الجماهير، من العامة والخاصة على حد سواء. قرأنا لمحمد الناجي مجموعة من الأعمال، لعل أبرزها كتابه "العبد والرعية، العبودية والسلطة والدين في العالم العربي" (صدر باللغات الثلاث، العربية والفرنسية والإنجليزية)، ولكننا اكتشفنا "ناجياً" جديداُ في كتاب "أسماء الله الجميلة"، بنفس أدبي وجمالي في آن، لدرجة أنه في بعض الأحيان، قد يتوهم القارئ أنه يقرأ بعض الشذرات الجمالية بالفرنسية لابن عربي أو أبي حامد الغزالي، من فرط غلبة الإشارة على العبارة. أما لوحات ورسومات الفنان الحسين ميلودي، فالأولى أن تصدر في حقها قراءات عن أهل التخصص: النقد التشكيلي، على قلتهم في الساحة، ولو جاز لنا التطفل البريء بالتعليق، ولو بكلمة على جمالية هذه اللوحات التي يعُجُّ بها العمل، لما وجدنا أفضل من الحديث/ الأثر النبوي الذي جاء فيه: "إن الله جميل يُحبُّ الجمال". أضف تعليق الاسم * البريد الإلكتروني النص * حقل إجباري *
منارة دائما في خدمتكم * * RSS * عبر مواقع التواصل الإجتماعي * تطبيق الأيفون * تطبيق الاندرويد خدمات إعلانات مجلة منارة الأخبار الطقس أوقات الصلاة أبراج أوقات القطار جدول البرامج التلفزية صيدليات الحراسة سينما الصفحات الصفراء، دليل الهاتف إختبار الأنترنت وظائف إمتحانات البكالوريا 2014 رسائل مجانية عقارات سيارات دراجات إعلانات صغيرة ثقافة موسيقى امرأة مشاهير غير عادي للصغار وطنية دولية رياضة اقتصاد علوم وتكنولوجيا حوادث الفيديو الصور من نحن؟ للإعلان على الموقع عن موقع منارة اتصل بنا شروط الاستخدام StumbleUpon