حسن ميكري من بين المحتفين بسميرة القادري نظمت جمعية “هنينا للثقافة والفن والرياضة والتنمية” أخيرا بقاعة باحنيني التابعة لوزارة الثقافة بمدينة الرباط، حفلا تكريميا لفائدة نساء رائدات في مجال الفن والإعلام والعمل الجمعوي، وذلك احتفالا باليوم العالمي للمرأة، تحت شعار “المرأة المغربية المبدعة”. ومن بين النساء اللواتي كرمن في هذا الحفل نجد مغنية الأوبرا السوبرانو والباحثة في علم غنائيات البحر الأبيض المتوسط ”سميرة القادري”، التي تنحدر من شرفاء الزاوية القادرية الشرقاوية المشهورين بقصائدهم الصوفية النسائية، والمختصة في الغناء والبحث في الموسيقى العريقة، وخاصة الغناء السيريالي والموسيقى المدجنة، ثم في غناء البحر الأبيض المتوسط (غناء الأندلسيات). أما الفنان المغربي حسن مكري، رئيس المجلس الوطني للموسيقى، التابع لمنظمة اليونيسكو، فقد عبر عن سعادته بتكريم سميرة القادري، معتبرا الأمر تكريما لكل الفنانين المغاربة الذي يشتغلون في الموسيقى العارفة، وهو تكريم، يضيف مكري، مستحق لسميرة القادري بعد أن كرمت في جل دول العالم، في البحث العلمي والغناء الأوبرالي. فيما اعتبرت الأستاذة خديجة بركات، رئيسة رابطة الإبداع والتواصل العالمي، أن تكريم المحتفى بها هو تكريم للمرأة المبدعة، في كل تشعبات اهتماماتها الفنية والأدبية والأكاديمية والاجتماعية. وأوضح المسؤول عن العلاقات العامة بالجمعية سعيد الكناوي أن هذا اللقاء يأتي استمرارا وتفعيلا لمشروع الجمعية الكامن في ثقافة الاعتراف بالآخر، ويحتفي خاصة بالأسماء المبدعة والأكاديمية والإعلامية التي أعطت للبلد بصيتها العالمي أو الوطني، نموذجا مشرفا على أعلى مستوى، مثلما احتفت الجمعية بالفنانة سعيدة فكري، والفنان موحى أو الحسين. ويأتي اختيار الفنانة والباحثة المغربية سميرة القادري، مع باقي النساء اللواتي كرمن في الحفل التي نظمته الجمعية، تقديرا لمنجزها في البحث موسيقى البحر الأبيض المتوسط، وغنائها الأوبرالي، ومكانتها الأكاديمية والفنية التي تتبوؤها في العالم. وفي تصريح لسميرة القادري، أشارت إلى أن الاحتفاء بتجربتها في البحث العلمي والغناء، هو احتفاء بالمرأة المغربية التي أعطت بإبداعاتها وعلمها إضافة نوعية لهذا البلد من جهة، ومن جهة أخرى احتفاء بالمدى التي تحمله رسائلها التي ظلت تشتغل عليها لسنوات، منها القضية الموريسكية التي عملت في أبحاثها العديدة على إبرازها وأهميتها في التاريخ المعاصر، وتؤكد سميرة القادري، على عدم نسيان الدور الفني للعرب في البحر الأبيض المتوسط منذ العصور الوسطى، وهي قضايا يجب الاهتمام بها في كل مرة، وعلى المدى اليومي في أبحاثنا وفي اليومي الخاص بكل فرد، بدون مناسبات أو احتفالات خاصة. وقد نجحت هذه الفنانة في خوض غمار هذه التجربة وذلك إيمانا منها بأهمية اللغة العربية، حيث استطاعت فعلا تطويع الكلمة العربية في قوالب موسيقى عالمة في مجتمعات تكاد تنعدم فيها تقاليد الموسيقى الأبرالية. والجدير بالذكر أيضا انه بفضل مجهوداتها ونظرياتها الجديدة في البحث، استطاعت السوبرانو سميرة القادري أن تتبوأ مكانة خاصة داخل وخارج أرض الوطن، حيث حصلت على جوائز عربية وعالمية منها، اختيارها “المرأة المبدعة” من طرف الجماعة الأوروبية لمناصرة النساء سنة 2007 فكانت أول امرأة عربية حصلت على هذا اللقب. وحصلت عل جائزة “الفارابي للموسيقى العتيقة” سنة 2008، التي تشرف عليها اللجنة الوطنية للموسيقى بالمغرب المرتبطة بالمجلس الدولي باليونيسكو. ثم حصلت على الميدالية الفضية من أكاديمية الفنون والعلوم والآداب بباريس سنة 2010. واختيرت من قبل جريدة الشمال شخصية السنة إلى جانب الباحث الأكاديمي مولاي احمد الريسوني سنة 2011. وفي نفس السنة فازت بجائزة المهاجر العالمية للفكر والآداب والفنون بأستراليا في دورتها لموسم 2011، بعدما أعلنت الأمانة العامة منح هذه الجائزة ، للسوبرانو المغربية سميرة القادري عن ألبومها الذي شاركت به: “من جبال عرفات إلى جبال البشرات، مع الشاعرين موسى حوامدة ومحمد حلمي الريشة في فرع الشعر، وجريدة التايمز الأمريكية في فرع الصحافة، وغيرها.. “.كما فازت بالجائزة الكبرى لمؤسسة ناجي نعمان الدولية لسنة 2011. واختارتها جريدة المهاجر الأسترالية شخصية العام الثقافية مناصفة مع الشاعر العربي محمد حلمي الريشة في نفس السنة، مع توكل كرمان في فرع السلام، وجوليان أسانج في فرع الابتكار...