الاحترام قيمة إنسانية عامة أولتها البشرية عناية واهتماماً، بل على تتأسس كل المعاملات الإنسانية، وتشمل في الإسلام كثيراً من العلاقات التي تربط المسلم بغيره، وهو مأمور باحترام المسلم وغير المسلم ، وأكرم الناس أتقاهم، وسبق وأصدرت منظمة اليونسكو مجموعة من القيم رأتها من المشترك بين الإنسانية كلها، وسمتها بالقيم النشيطة، وأوصت بأن تتضمنها كل مناهج التعليم في العالم، وجاءت قيمة الاحترام أول هذه القيم. ولكوننا نعيش في وسط اجتماعي متناقض، نسعى لكسب رضا جميع الأطراف على حساب جميع الأطراف، نبحث عن الجنة بمساوئ كثيرة وكبائر كبيرة، ندعى الصدق ونفتري على الناس، في المقهى كما في الإدارة، في المحطة كما في المدرسة...ولو كنا نحترم ذواتنا كفاعلين عاقلين ملتزمين بالتنمية والتحديث، لكنا نحث على الاحترام كعملة صعبة، لا من حيث التحقق، بل من حيث القيم المتضمنة فيه. وأنت في البيت مجبر على تقبل الآخرين رغما عن أنفك مع أنك تدرك " وإن جاهداك لتشرك بما ليس لك به علم فلا تطعهما". وأنت في المدرسة تعتبر متعلم وليس من حق انتقاد جهل الآخرين وقصور ثقافتهم لأنهم يعلمونك فأنت ملزم باحترامها وأكل ما لذ وطاب وما بقي في مطبخ التربية والتعليم، لذلك نتعامل مع التعلم بمنطق برجماتي، فنحن نتعلم لنعمل ولا نعمل لنتعلم. ونحن في الدولة نعتبر فقط أعداد كسرية تصلح لعملية حسابية من أجل الكثرة خلال فترات التسابق من أجل الظفر بتمثيل الأمة في بيت الفرجة والنكتة والمزحة والمعاملات التجارية وتبادل الاعتمادات وأشياء أخرى عظيمة، غير أنها بعيدة عن أحلام قاعدة شعبية من المواطنين قاصرين عن الاحترام، يؤدون ثمن وهم حريتهم من أجل الديمقراطية، فماذا لما تقُتلنا الديمقراطية؟.