عاش دوار "كرون الكرعة" بجماعة الكدية البيضاء، أول أمس الاثنين، على وقع اكتشاف مأساة اجتماعية و إنسانية بعدما عثرت الفرقة القضائية بسرية الدرك الملكي بمركز سبت الكردان على فتاة مقيدة بواسطة سلاسل من حديد و مربوطة بأحد "البراكات" القصديرية الواقعة في أرض خلاء على مقربة من نفس الدوار و ذلك بعدما باشرت تحركها من أجل الوقوف على حقيقة واقعة الاحتجاز. و بناء على أوامر من النيابة العامة فقد جرت مداهمة المنزل المذكور حيث وجدت الفتاة في وضعية مزرية كما وجدت بجانبها أواني منزلية قديمة كانت تستعملها من أجل تقديم الطعام لها في منظر وصفه المصدر بالمقرف و اللاإنساني ليتم بعدها نقل (فاطمة) إلى مستعجلات المركز الاستشفائي الإقليمي المختار السوسي من أجل تلقي الإسعافات الأولية و من تم تقديم العناية الطبية اللازمة لها و إجراء مزيد من الفحوصات. و قال مصدر مؤكد إن تحرك المصالح الأمنية جاء إثر توصلها بشكاية من طرف المحامية زينب الخياطي، عضوة اللجنة الجهوية الاستشارية لحقوق الإنسان، تفيد بتعرض الفتاة (فاطمة) في الثامنة عشرة من عمرها للاحتجاز رغما عنها بأحد المنازل القصديرية من طرف والدها و ذلك بعد أن توارت عن الأنظار و انقطعت أخبارها منذ عدة شهور دون أن يظهر لها أثر فيما بعد، مضيفة بأن وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بتارودانت أعطى تعليماته العاجلة بالتحرك و مداهمة منزل الاحتجاز و اعتقال المتورطين في النازلة. و زاد المصدر بأن عناصر الضابطة القضائية بسرية سبت الكردان، و بعد اتخاذها الإجراءات القانونية بعد اكتشاف "المأساة الإنسانية" باشرت تحركاتها لإلقاء القبض على والد الفتاة الذي حاول إنكار صلته بالحادث حيث تم اقتياده إلى سرية الدرك الملكي من أجل التحقيق معه و الاستماع إليه في محضر بعدما باتت أصابع الاتهام تشير إليه كمتهم رئيسي خصوصا و أن عناصر الدرك الملكي حجزت مجموعة من أغراضه الخاصة بمكان الاحتجاز و التي حاول إخفاء معالمها مشيرا إلى أن زوجته متورطة بدورها في الحادث بسبب عدم التبليغ عنه. و في اتصال للجريدة بالمحامية زينب خياطي قالت بأن الفتاة تمت إحالتها على مصالح المركز الاستشفائي الإقليمي بتارودانت مضيفة بأنها تعيش وضعا صحيا مزريا بعدما تدهورت حالتها الصحية و النفسية و باتت في حالة يرثى لها حيث مازالت تتلقى العناية الطبية من طرف الطاقم الطبي المشرف داعية في نفس الوقت إلى محاسبة المتورطين في الحادث و تقديمهم أمام أنظار العدالة حتى تقول كلمتها في حقهم. هذان و فتحت عناصر الدرك الملكي تحقيقا في الموضوع من أجل الكشف عن حقيقة الدوافع التي أدت بالوالد إلى احتجاز ابنته بهذه الطريقة و رجح مصدر للجريدة أن لا تخرج هذه الدوافع عن دائرة الانتقام بسبب صراعات عائلية محتملة أو بسبب الخوف من فضيحة ربما قد يكون والد الفتاة تورط فيها مؤكدا أن التحقيق الذي تم فتحه في الموضوع هو وحده الكفيل بالكشف عن الحقيقة كاملة.