نظرا لتفشي ظاهرة التدخين في محيط الوسط المدرسي لمؤسسة الثانوية الإعدادية عبد العالي بنشقرون بمنطقة بنسركاو، وبلوغ الأمر إلى الحديث عن استهلاك بعض التلاميذ لأنواع من المخدرات، وللتصدي لهذا الأمر نظمت المؤسسة أسبوعا تحسيسيا تحت شعار "مؤسسة بدون تدخين"، وامتد الأسبوع من يوم الاثنين 17 مارس إلى يوم أمس السبت 22 من الشهر الجاري. ويهدف هذا الأسبوع، حسب مدير عمر ادبيكيش مدير المؤسسة إلى نشر الوعي وتحسيس تلاميذ وتلميذات المؤسسة، وتوعيتهم بالمخاطر التي تهددهم إن هم انزلقوا على طريق هذه الآفات؛ التي تهدد بشكل قوي محيط منطقة بنسركاو، خاصة في ظل الاكتضاض الذي تعيشه المؤسسة بألفين وأربعمائة تلميذ، الشئ الذي يسهل انتقال السلوكات الغير المتزنة على حد تعبيره لمجموعة صغيرة إلى بقية التلاميذ؛ مما ينعكس على تصرفاتهم داخل الفصل، ويسبب معاناة كبيرة للأساتذة والإداريين على حد سواء، مشيرا في حديثه إلى أعداء المؤسسة من قبيل كشك مجاور للمؤسسة؛ يقوم ببيع السجائر مع ملاحظة أنشطة مشبوهة أخرى؛ تمت مراسلة مجموعة من الجهات المعنية بشأنها في انتظار التدخل العاجل. من جهتها أوضحت تورية كيمي، القيمة على المكتبة ومنسقة النشاط التحسيسي، بأن المعطيات المتوفرة حول واقع التدخين خارج المؤسسة وبمحيطها صادم، ومجموعة كبيرة من تلاميذ وتلميذات المؤسسة في مراحل التدخين الأولى، وتقوم بتشجيع الآخرين على التجربة، داعية إلى التدخل العاجل ودعم المؤسسة في مثل هذه المبادرات من طرف الأسرة والمجتمع المدني والسلطات المحلية؛ عبر محاربة كل ما من شأنه أن يشجع الظاهرة، مضيفة بان بأن قضية مكافحة التدخين والمسكرات والمنشطات والمخدرات هي قضية مجتمعية وبأنها مسؤولية الجميع وبان المؤسسة تضم مجموعة من الحالات الاجتماعية؛ التي وقف الموقع على مجموعة منها والتي تعتبر فريسة سهلة للانزلاق والانحراف إن لم يتدخل المجتمع بمد يد العون والمساعدة. وضم أسبوع التظاهرة برنامجا غنيا؛ بتخصيص ساعات محددة من حصص المواد الدراسية لتعاطي التلاميذ مع خطورة تعاطي التدخين وغيره من المسكرات، وآثارها المدمرة والتي تطال الجوانب الصحية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها من الجوانب الحياتية للإنسان، وحول السبل الكفيلة للوقاية منها وتضمن: رواق تواصلي: دام على مدار الأسبوع، بفضاء مكتبة المؤسسة، واشتمل على صور تمثل بيانات ورسومات ومجسمات، قام تلاميذ المؤسسة بإنجازها بتأطير من عبد الرحيم الفولة أستاذ التربية التشكيلية بالمؤسسة؛ تحذر في رسائلها من أخطار التدخين وتبرز أهم الأمراض التي يسببها ونتائجه الوخيمة التي تهدد حياة الفرد والمجتمع، وعرف الرواق إقبالا مكثفا، بحضور تلاميذ النادي الصحي الذين ساهموا بفعالية في تحسيس نظرائهم بخطورة التدخين على سلوكهم وصحتهم. محاضرات وموائد مستديرة: كما نظمت محاضرة حضرها موقع أكادير24 تحت عنوان "التدخين بين المنظور الديني والعلمي وأثره على صحة الفرد والمجتمع"، من تأطير الدكتورتين خديجة الموثق الطبيبة العامة وحبيبة الخياطي الاختصاصية بأمراض القلب بمستشفى الحسن الثاني، وذلك يوم الخميس20 مارس بفضاء المكتبة بالمؤسسة، تطرقتا فيها للمنظور الديني الذي يجرم مجمل الأشياء التي تضر الإنسان؛ ومن بينها التدخين المعتبر من الآفات التي تهلكه، معززتين ذلك بإحصاءات وأرقام وصور تظهر هول هذه الآفة الذي تنخر صحة الشباب، مستعرضتين مجموعة من النصائح وطرق الوقاية والعلاج المتنوعة بين النفسي إلى الطبي،كما تم تنظيم مجموعة من الموائد المستديرة في نفس سياق التحسيس بخطورة التدخين، من تأطير كل من موهاني هند الأستاذة بالمعهد العالي للصيد البحري بأكادير، ونجيب خديجة أستاذة الاجتماعيات بالمؤسسة، وبولوقات خديجة الإطار الإداري بالمؤسسة، لقيت حضورا وتجاوبا كبيرين من طرف التلاميذ، بحيث كانت فرصة للوقوف على الأسباب التي تؤدي إلى الإدمان مع استعراض لطرق الوقاية والعلاج بطريقة تواصلية أظهر فيها التلاميذ وعيهم بمخاطر التدخين. ربورطاجات ومقابلات واستمارات: في نفس الإطار قام تلاميذ النادي الصحي، تحت إشراف كل من تورية كيمي القيمة على المكتبة ومنسقة النشاط التحسيسي ومينة قريش رئيسة المصالح الاقتصادية بالمؤسسة بإجراء مقابلات وربورطاجات مع الأساتذة والتلاميذ، لأخذ رأيهم حول مدى انتشار التدخين في صفوف مؤسستهم، بالإضافة إلى توزيع استمارات سرية تستهدف ظاهرة الإدمان على السجائر ومدى انتشاره في صفوف التلاميذ بأسئلة من قبيل؛ هل تدخن ؟ هل ترافق المدخن ؟ هل تتجنب مرافقة المدخن ؟ هل تشتري السجائر ؟ كم يكلفك ذلك ؟ كم من فرد من أسرتك يدخن ؟ هل انت واع بمخاط التدخين ؟ بهدف اجراء مسح سري للمؤسسة وواقع التدخين بها. إذاعة مدرسية ورياضة بغية الوصول إلى كافة التلاميذ والتلميذات، تم على مدار الأسبوع، بعث رسائل تحسيسية رفقة التلاميذ عبر الإذاعة المدرسية بالمؤسسة؛ أشرف عليها محمد ايمل أستاذ الاجتماعيات وعبد العاطي توفلا الإطار التربوي بالمؤسسة،كما نظمت مباراة في كرة القدم تحت شعار العقل السليم في الجسم السليم جمعت تلاميذ المؤسسة بإشراف من مبارك الوصيفي أستاذ التربية البدنية بالمؤسسة. صبحية ختامية: و توجت الحملة بصبحية ختامية، يوم أمس السبت بفضاء المكتبة بالمؤسسة، ونشط فقراتها تلاميذ المؤسسة؛ الذين خصصوا جلها لمعالجة ظاهرة التدخين عن طريق اسكيتشات ومسرحيات، وتميزت بعرض شهادات التلاميذ وأساتذة اللجنة التنظيمية ومدير المؤسسة وجمعية الآباء، إضافة إلى توزيع الجوائز على الفائزين بمختلف المسابقات وجوائز تقديرية.