تواصل جمعية دروب الفن أكادير بشراكة مع جمعية ما تقيش ولدي عروضها المسرحية، فبعد نجاح عرضها التريبي يوم 1 مارس بأكادير، ويأتي العرض الأول بمدينة تنغير يوم السبت 8 مارس بمناسبة اليوم العالمي للمرأة بدعوة كريمة من جمعية فضاء المرأة بتنغير. حيث يندرج هذا العرض ضمن فقرات متعددة منها تكريم السيدة نجاة أنوار رئيسة جمعية ما تقيش ولدي عرفانا بما قدمته من خدمات جليلة لملف الاعتداءات الجنسية على الطفل. " حبر العين" عمل مسرحي غير مسبوق في المسرح المغربي، بأدوات اشتغاله الدراماتورجية، وجرأته في المعالجة، ومغامرته في تكسير الطابوهات المسيجة لقضية الطفل المحورية في مجتمعنا – كما أكد ذلك جل المتتبعون لهذا العمل-، وقد سهر طاقم العمل دراماتورجيا وإخراجا وسينوغرافيا وتشخيصا في استجلاء عمق الظاهرة بشكل جديد ومغاير، لم ينساق مع الواقع الاجتماعي والتركيز على الأحكام القضائية في حق الطفل، بقدر ما جاءت المسرحية لتنبش في الدهاليز النفسية الجريجة بفعل صدمة الاعتداء، وتداعياته في حياة الطفل، فجاءت الشخصيات لتعبر بكل اللغات وبصرخة واحدة عن بؤس يأسرها، واكتئاب يصاحبها، وجروح موشومة في الذاكرة والجسد والسنين. لم تتوان الشخصيات في البوح والاعتراف من الفعل إلى ما بعده، من الجرح الجسدي والنفسي إلى الاضطراب النفسي والكينوني، صرخات فاقت كل الحدود المتوقعة ، من الوصف الدقيق والتراجيدي للإعتداء، إلى الانتحار، والتحول إلى ضحية مافيا المتاجرة في دعارة الأطفال، إلى الخروج من عنق الزجاجة بحثا عن مواطن إعادة التوازن إلى الحياة رغم مرارتها ونكباتها. تطمح مسرحية " حبر العين " أن ترسو على كل المرافئ الإبداعية من خلال برنامجها المكثف الذي يمتد على سنتين ، عروض منتظمة داخل المغرب وخارجه، مساهمة في مسح الدموع الحبرية على خدي البراءة المغتصبة . للإشارة أن المسرحية هي خلاصة عمل مضني امتد على ما يقرب من السنة في البحث الدرامي والتداريب والتمارين المسرحية و البحث في الملفات في الملفات والقضايا. المسرحية من دراماتورجيا وسينوغرافيا وإخراج الدكتور محمد جلال أعراب، وتشخيص : كبيرة البردوز، و صفية زنزوني ، ودينا أنوار, وبدر نزار أعراب، وسعيد عادل في الإضاءة، وصفاء رمضاني في المحافظة العامة.