قامت جمعية"ملتقى إيزوران نوكَادير"بإعادة افتتاح معرض ذاكرة أكَادير،بحديقة أولهاو بحي تالبرجت،بسينوغرافية جديدة تم فيها توظيف التقنيات التكنولوجية العصرية لإضفاء إثارة خاصة على الفضاء واللوحات المعروضة. و قد اشتمل هذا المعرض الموضوعاتي على صور ملتقطة لمدينة أكَادير بعدسات مصورين أجانب ومغاربة قبل الزلزل يعود بعضها إلى العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي ،وعلى صورالتقطت يوم الفاجعة التي ألمت بثلاثة أحياء كبرى بأكادير:تالبرجت ،إحشاش،فونتي وقصبة أكَاديرأوفلا التي دمرها الزلزال عن آخرها ولم ينج من معالمها المعمارية إلا القليل. فصورالمعرض توثق تاريخيا كيف كانت مدينة أكَاديرقبل الزلزال تنعت في الجرائد الفرنسية ب"ميامي إفريقيا"وكيف كانت جذابة بهندستها المعمارية وبجمالية أمكنتها وفضاءاتها الخضراء،وكيف كنت مشهورة طابعها السياحي من خلال شاطئها الجميل وفنادقها المشهورة التي أتى عليها الزلزال والتي احتفظت صور المعرض بأسمائها وهي محطمة،فضلا عن نشاطها البحري من خلال صيد السمك بواسطة قوارب الصيد التقليدي وغيرها. فلوحات المعرض المقدمة التي تم تأثيثها وتصفيفها بعناية فائقة تعد بحق وثائق تاريخية تؤرخ لأكَادير،قبل الزلزال وبعده،وتستدل كيف نهضت المدينة من تحت رمادها،وضمدت جراحها من جراء الكارثة المفاجئة التي أتت على المباني وزهقت أرواح أزيد من 16 ألف نسمة من المغاربة المسلمين واليهود ومن الأجانب،مما يبين أن المدينة كانت كغيرها من المدن المغربية مثالا في التعايش والتسامح بين الديانات لثلاث. لذلك نظمت جمعية"ملتقى إيزوران نوكَادير"يوم الجمعة 28 فبراير2014،طقسا جماعيا للترحم على شهداء الزلزال بمقابرإحشاش،وذلك بحضور الإمام والقس والحاخام تلوا جميعا دعوات الترحم على هؤلاء الشهداء،في مشهد مهيب لم تعرفه المدينة من قبل. يشار إلى أن إعادة افتتاح معرض ذاكرة أكَادير،يأتي في إطاربرنامج مسطر للجمعية خلال هذه السنة،والتي يمتد من الفترة الزمنية28فبرايرإلى 04أبريل2014،حيث تضمن مجموعة من الأنشطة التي لها ارتباط كبيربذاكرة المدينة من خلال عرض أشرطة وثائقية عن السينما سلام،وعن أطفال زلزال أكَادير ببلجيكا بعد 50سنة،وتنظيم ندوات حول التنقيب الأركيولوجي بقصبة أكَاديرأوفلا،وحول ميناء أكَادير :تاريخه ومؤهلاته وإكراهاته.