اختتمت بكلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة ابن زهر، الورشة الثانية من أشغال الندوة الدولية حول صناعة الفرجة في المسرح المغاربي، والتي استمتع خلالها، على مدى يومي الخميس والجمعة الماضيين، الأساتذة والباحثون وطلبة الإجازة المهنية في التنشيط الثقافي والمسرحي والطلبة المهتمون عموما، بمطارحات فكرية ونقدية وبعرض تجارب وتبادل خبرات في مجال المسرح والفرجة في المسرح المغاربي. وقد كانت الدورة الثانية استثنائية؛ باختيار موضوع "صناعة الفرجة في المسرح المغاربي" ضمن الورشة الثانية من المحور العام الذي دشنته الورشة الأولى في السنة الماضية: "شعرية الفرجة وجماليات الأداء في الفنون الحية"، برغبة منظميها في إبراز مستويات صناعة الفرجة، والبحث في أشكالها ومضامينها الاستيطيقية والدراماتورجية والركحية من خلال منظور بحثي؛ يهدف إلى تقديم قراءة منهجية علمية للمسرح المغاربي، وتحولاته في صناعة الفرجة، ومساءلة تجارب بقيت في دائرة الصمت، ولم تمتد يد البحث العلمي إليه لتخرجها إلى مساحات الضوء. هذه الندوة الدولية اعتبرها العديد من المتتبعين للشأن الفرجوي، من أهم الملتقيات والروافد الثقافية والفكرية؛ التي يمكن أن تعطي بعدا لدراسات المسرح والفرجة، والتي تطرقت في أشغالها إلى سلسلة من القضايا التي تهم بالأساس «الفرجة المسرحية بين الخصوصية المغاربية والإسهام العربي» و «صناعة الفرجة في المسرح المغاربي: نحو قراءة جديدة في تجارب مسرحية» و «الأصول الأنتروبولوجية المغاربية وأثرها في صناعة الفرجة المسرحية» و «المؤتلف والمختلف في الفرجة المسرحية المغاربية» و «صناعة الفرجة في المسرح المغاربي وأزمة النقد؛ في توجه يرمو لإيجاد حراك مسرحي شبابي متطور؛ يعتمد على التأصيل والتجديد والأسلوب العلمي بالنهج والصورة المسرحية. الندوة التي أغنى مداخلاتها مجموعة من الأساتذة المهتمين والباحثين من عدة بلدان (المغرب، الجزائر، تونس، فرنسا)؛ ومن أهم هذه الأسماء التي أفادت من خلال مداخلاتها هذا الموضوع، الدكتور عز الدين بونيت، الدكتور جلال أعراب، الدكتور عبد الرحيم عنبي، الدكتور خالد أمين، المبدعين محمد بهجاجي ومحمد قاوتي، الأستاذ الباحث محمد سيف، الأستاذ الباحث بدر العشري، الأستاذة الباحثة مريم بن حمروش، الأستاذ حسن يوسفي، الدكتور احسن ثليلاني، الأستاذ سالم اكويندي، الدكتورة زهرة مكاش، الأستاذ جلال المرابط، الأستاذ شرقي خيطار، الأستاذ رشيد أوترحوت…. ومن خلال الإحتفال بهذا الحدث الثقافي المغاربي، عبر الدكتور جلال أعراب منسق الإجازة المهنية في التنشيط الثقافي والمسرحي؛ الجهة المنظمة للندوة بتعاون مع المركز الدولي لدراسات الفرجة بطنجة عن اعتزازه بضيوف الندوة من أساتذة كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة ابن زهر والضيوف المغاربيين والأجانب وكل المساهمين والداعمين، معبرا عن سعادته بالتعاون الذي أبدته كل من كلية الآداب وجامعة ابن زهر لإنجاح التظاهرة. يذكر أن اللقاء قد عرف افتتاحا تميز بأشكال فرجوية على إيقاع موسيقى كناوة وإيقاعات العود والرقص التجسيدي، وبحضور طلبة الإجازة المهنية في التنشيط الثقافي والمسرحي بأزياء تقليدية من الموروث الثقافي لمناطق المغرب، بالإضافة للحضور الرسمي من خلال كلمة لرئيس الجامعة الدكتور عمر حلي، أشاد من خلالها بالإجازات المهنية داخل الجامعة والدور الفعال الذي تقوم به في تنمية محيط الجامعة، ليقدم أيضا عميد الكلية الدكتور أحمد صابر كلمته في هذا الصدد، إضافة إلى كلمة الدكتور محمد جلال أعراب منسق الإجازة، وكلمة رئيس المركز الدولي لدراسات الفرجة بطنجة الدكتورد خالد أمين، و كلمة المبدع محمد قاوتي نيابة عن المشاركين في فعاليات هذه الندوة.