اضطرت سيدة حامل أن تضع مولودها فوق كرسي باحة الانتظار بقسم الولادات بالمستشفى الإقليمي بإنزكان، صبيحة يوم أمس (الأربعاء) بعد منعها من ولوج قاعة الولادة، منذ عشية يوم الثلاثاء الماضي رغم صيحاتها المتكررة من شدة ألم وجع مخاض الولادة. جاء ذلك، بعدما توجهت السيدة الحامل "عائشة" ذات 41 عاما، رفقة أهلها بعد زوال يوم الثلاثاء الماضي، إلى المستشفى الإقليمي بإنزكان، في زيارة لأهلها بالمدينة قادمة من جماعة أيت عميرة التي تبعد بحوالي 20 كيلومتر عن مدينة إنزكان، وذلك مباشرة بعد إحساسها بألم المخاض، في حين أن وضعها المحرج لم يشفع لها أن تلج قاعة الولادة في مناسبتين متتالية حوالي الساعة الثامنة والعاشرة والنصف من ليلة الثلاثاء. إذ تشير مصادر عليمة في إفادات متطابقة ل"الأخبار" أنه أمام تشبث أفراد العائلة بضرورة إنقاذ الوليد للحالة الحرجة المستعجلة للسيدة الحامل، لقوا رفضا قاطعا من لدن الممرضات المشرفات وقتها، من أن تطأ قدما السيدة قاعة الولادة، وأشاروا على أحد أفردا عائلتها نقلها للمستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير. في حين تشير نفس المصادر ل"الأخبار" أن ضيق الأحوال المادية لأفراد عائلة السيدة "عائشة"، بسبب ارتفاع الكلفة المالية لعيادات الولادة الخاصة، قادهم للعودة إلى طرق أبواب القسم ذاته في الساعات الأولى من صبيحة اليوم الموالي، والذي قوبل بالرفض من جديد لتبرح السيدة الحامل ممدة فوق كرسي قاعة الانتظار إلى أن وضعت مولودها بعد طول انتظارها لالتفاتة إنسانية رحيمة بوضعها الصحي الحرج من طرف الطاقم الطبي المشرف على فترة الحراسة الليلية، وذلك إلى حين خروج رأس طفلها وما واكبه من سريان الدم وسوائل الرحم حوالي الساعة التاسعة صباحا، وهو الوضع الذي استدعى حضور الحارس العام للمستشفى الإقليمي على عجل، والذي ألزم الممرضات المشرفات السماح بالسيدة الحامل بإتمام عملية الولادة، وقطع وريد المولود داخل قاعة الولادة.