ألقت مصالح الدرك الملكي الحجز على شاحنة قادمة من إحدى المدن بالصحراء المغربية مؤخرا و هي في طريقها إلى مدينة اكادير حيث كانت محملة بأطنان من الدقيق المدعم المخصص لسكان المناطق الصحراوية. وبعد البحث الأولي الذي باشرته المصالح المذكورة اكتشفت بأن الشاحنة تعود ملكيتها لأحد أثرياء سوس صاحب مقهى و مخبزة معروفة بصنع الحلويات توجد وسط مدينة أكادير و يملك صاحبها كذلك محل تجاري خاص ببيع الدقيق و المواد الغذائية بالجملة بمدينة انزكان و يعرف هذا الأخير وسط آهل المنطقة بأنه كدس ثروته من الأرباح التي كان يحنيها من وراء تجارة الدقيق المدعم و ذلك بحكم انه كان يستفيد لمدة طويلة هو وإخوانه الثلاثة وأختا لهم و حتى والدتهم من ( كوطة) الدقيق المدعم، المادة الحيوية التي كانت مخصصة في أصلها للفقراء والبسطاء المغلوبين عن آمرهم وأفادت مصادر عليمة أن المتورط في عملية الترهيب هذه، يستولي عليها هذا الأخير بحكم علاقاته و نفوذه مع جهات نافذة بالاقليم، ليقوم بإعادة بيعها بالمحل المذكور بأثمان مرتفعة ما ساعده في توفير أرباح خيالية تبوأ من خلالها صف الأثرياء بالمنطقة، إلا انه و بعد أن تم حرمانه من الاستفادة من ( كوطة ) هذا الدقيق بسبب احتجاج المواطنين و تدخل مسؤول سابق بمدينة انزكان، عاد ليغير وجهته إلى المناطق الجنوبية الصحراوية التي يستفيد أهلها من الدقيق المدعم الذي يباع لهم بأثمان جد هزيلة، حيث يقوم بشراء كميات كبيرة منه و ذلك بمساعدة احد السماسرة ليقوم بنقلها لاستغلالها في صنع الحلويات بالمخبزة المذكورة. لكن هذه المرة كان سقوط الشاحنة التي كانت محملة بأطنان من الدقيق المدعم في يد رجال الدرك مفاجئة غير سارة لهذا الأخير، حيث كبدته العملية خسائر مادية مهمة دخل على إثرها إحدى المصحات باكادير، كما أن هذه العملية كادت أن تعصف بعلاقته مع أفراد من أسرته خصوصا مع ابن أخته الذي كان يتولى و يشرف على عمليات نقل الدقيق المهرب من المناطق الصحراوية إلى مستودع في ملكيته يوجد منطقة تاسيلا بالدشيرة الجهادية وذلك بدعوى انه لم يأخذ الحيطة والحذر حتى سقطت شاحنته في يد رجال الدرك .